adsense

2018/04/15 - 11:59 م


مولاي علي لمراني مواطن مغربي في الستينات من عمره قاطن بمدينة مكناس، ويزاول نشاطه السياسي كمستشار جماعي عن حزب الحصان بالجماعة الحضرية بالعاصمة الإسماعيلية، قبل تقاعده اشتغل ممرضا بعدة مصالح استشفائية، قبل أن تسند له مهمة حارس عام بمستشفى محمد الخامس بذات المدينة، بعد ما يقارب 40 سنة من العمل المضني، كواحد من أهم الأطقم التمريضية، حيث كان يمتاز بدماثة أخلاقه وإحساسه بآلام المرضى والمستضعفين، غادر المستشفى بصفته متقاعدا واتجه للعمل السياسي والجماعي، يوم الثلاثاء الماضي الموافق ل 10 أبريل 2018 توجه للمستشفى الذي كان ذات أيام بيته الثاني للقاء أصدقائه، وقضاء بعض أغراضه، ودع زوجته على أمل العودة سريعا، و لم يكن يعتقد أن ذلك سيكون نظرة الوداع للزوجة المسكينة، فمباشرة بعد وصول الفقيد لأكبر مستشفى عمومي بمدينة مكناس، قصد مصعده متوجها إلى إحدى المصالح ووقع ما وقع، خطأ تقني سيؤدي بحياة المرحوم رغم التدخلات البذائية والعشوائية من طرف الحضور، ليغادرنا مولاي علي المراني إلى دار البقاء في غفلة من الجميع، مخلفا صدمة كبيرة لعائلته وموظفي الصحة بمكناس خصوصا، وبكافة أرجاء المغرب.
سناء عريبو التقنية في المختبر بذات المعلمة الصحية، أعربت عن أسفها الشديد لما حدث، واستنكرت بقوة تهاون الإدارة في مراقبة آليات المستشفى، وصيانة أجهزته التي يمكن أن تتحول بين عشية وضحاها من نعمة إلى نقمة، سناء النقابية عن النقابة الوطنية لقطاع الصحة التابعة لمركزية الكنفدرالية العامة للشعل، أدانت بشدة تصريحات السيد مدير المستشفى، وحملته مسؤولية ما حدث وما يمكن أن يلحق كل والجي المستشفى من أضرار، قد تؤدي بأرواح العباد.
وعادت مناضلة CGT مرة أخرى لتوجه رسالة قوية لإدارة المستشفى، بعد صدور بيان رسمي حول الواقعة مفادها " لا للتسبب في قتل المرحوم مرتين"، مستغربة في ذلك بما صدر عن مدير المستشفى على أن العطل التقني سببه "بشري" وليس عطبا تقنيا تتحمل فيه الإدارة المسؤولية المباشرة، داعية إياه لاحترام مشاعر الحزن و الحسرة لدى عائلة الفقيد على الأقل.
وأردفت متحدثة جريدة القلم الحر أن صدمة 10 أبريل سترسخ في الذاكرة كذكرى أليمة، وألحت على المطالبة بمتابعة كل من له مسؤولية فيما حدث، لتورد  متحدثتنا أن المستشفى عرف اظطرابا استثنائيا، تمثل في وقف العمل بعدة وحدات استشفائية، وسيشهد يوم الإثنين 16 أبريل الجاري وقفة احتجاجية ببهو المستشفى، دعت لها كل نقابات قطاع الصحة بمدينة مكناس، ومن المرتقب أن تصعد هذه النقابات من احتجاجاتها، في حال عدم فتح تحقيق معمق في النازلة لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات اللازمة.
"من رحل لن يعد"، هكذا وصفت سناء عريبو "فاجعة المصعد"، وهي في حالة نفسية محطمة، لتختتم حديثها بمطالبة مسؤولي وزارة الصحة للوقوف بشكل جدي على الأوضاع الكارثية بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس.

خليل رفيق/ القلم الحر