adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/04/06 - 11:38 ص


منظر المسنين وهم منتشرون بالشوارع و على أبواب المساجد يلتمسون الإحسان من المارة، غالبا ما يثير مشاعر الناس، فيدفعهم لومهم على عدم لجوئهم إلى دور العجزة اتقاء شر الشارع.
''حتى قط ماكايهرب من دار العرس'' مثل مغربي جامع ومانع يلخص وضع هذه الشريحة من المجتمع التي تكابر وتصارع من اجل البقاء رغم مرارة ما تتجرعه، مفضلة قسوة الشارع على الارتكان إلى مصير مجهول بين جدران ''الخيرية''.
المسنون و العجزة الذين يملؤون الشوارع و دور المسنين ليسوا بالضرورة متخلى عنهم، و فئة قليلة منهم من تدخل ضمن هذه الخانة، فلازال المجتمع المغربي يحتفظ بعافيته و يحافظ على قيمه التي يندرج ضمنها البر بالوالدين، ولا حاجة بنا إلى ''مي الحنينة'' للضرب على الوتر النشاز و تحويل المسؤوليات عن اتجاهها الصحيح، وتحميل الأفراد مسؤولية هي من صلب اختصاصات الدولة.
دور العجزة على امتداد التراب الوطني لا تعرف العناية اللائقة و ما يظهر من حين لآخر على القنوات العمومية يبقى مجرد مظاهر للتسويق الإعلاني ليس إلا، و الحقيقة هي ما يشهد به النزلاء أنفسهم، في العديد من الموتقع و ما قامت و تقوم به عدة منابر إعلامية من تحقيقات في الموضوع تعري من خلاله الوضع الكارثي لهذه المؤسسات.
دار المسنين بصفرو واحدة من أحزمة البؤس التي تسيرها جمعية لا علاقة لها بالعمل الاجتماعي إلا المحاباة ورضا أشخاص نافذين عن المسيرين، فرغم العدد القليل الذي أصبحت تأويه هذه الدار لازالت رائحة الموت و سمفونية حزينة تطغى على المكان و تحوله من مقام للرعاية الاجتماعية إلى جحيم، أسرة مهترئة و ضعف النظافة و التمريض، و هشاشة في التغذية رغم ان الدار تتدفق عليها باستمرار هبات المحسنين بغض النظر عن منح الدولة و مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
صديق قال لي مرة بالفرنسية ''un voleur et mieux qu’un mauvais gestionnaire  '' و رغم أن كلاهما أسوء من بعض، إلا أن عمق كلامه يعني أن التدبير العقلاني و الحكامة الجيدة للموارد المالية و العينية، هو الأساس، و هو ما تحتاج إليه دار المسنين بصفرو، من خلال تعديل قوانينها الأساسية و الداخلية التي اعتبرها فاعلون جمعويون بالمدينة إقصائية، و لا تتيح الفرصة للجميع للمساهمة في تدبير شؤون الدار، في غياب تجمعات عامة دورية، يتم خلالها إطلاع المجتمع المدني بصفرو على التقريرين المالي و الأدبي انسجاما مع مبدأ الشفافية و العمل التشاركي.