adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/03/15 - 7:21 م


بقلم الاستاذ حميد طولست
العنصر البشري بمثابة الركيزة الأساسية للتطور والارتقاء ، ويبقى تقدم المجتمعات وتطورها رهين بالاختيار السليم لكوادرها وقياداتها ومسيريها القادرين على الابتكار والإبداع وتقديم الجديد  وتدبير مواردها البشرية، وتطويرها بشكل مستمر، تطبيقا لأهم مقولات النجاح في تاريخ البشرية،:"الشخص المناسب في المكان المناسب" ، والتي باتت أشبه بالحكمة الصحيحة والوسيلة الناجعة لتقدم وتطور المجتمعات ، لكنها ، "مع الأسف، ورغم ذلك لم تأخذ طريقها للتنفيذ في بلادنا ، إلا بصورة نسبية رغم الإجماع العام عليها ، ومناداة كافة القوى الحية في الساحة السياسية بها ، بسبب الجري وراء المكاسب ، والسعي إلى المناصب ، التي رغم أنها ليست خطيئة ، وأنها أمر عادي وطموح طبيعي ومشروع، وغريزة تفعل فعلها في نفسية الإنسان - إذا لم يحكمها العقل - فتزين له السلطة والاستحواذ والسيطرة على أنه الأجدر وحده بها والأفضل لها ، فإن الخطأ ، بل والقبح فيها ، يكمن في طريقة الجري وراء المناصب ، وشدّة الحرص عليها ، والتقافز والهرولة نحوها على طريقة الكلاب ، التي اصطلح على تسميتها بـ"التكالب" ذلك التكالب الذي يوصل الأشخاص غير المناسبين ، الذين لا يملكون لا المؤهلات ولا الإمكانيات ولا المواهب ولا القدرات العقلية أو البدنية ، في الأماكن غير مناسبة -بالمحاباة والعلاقات الشخصية- ليشغلوا مسؤوليات أكبر من قدراتهم ، ما يسيء إلى أصحاب المواهب والكفاءات، ويبذر الوقت والمال، ويهدر الإمكانيات والخبرات والطاقات، ويفقد القدرة التنافسية ، ويخفض الإنتاجية ، ويبدد الثروات ، ويضيع على الوكن الفرص التي يمكن أن تكون سببا ً في تقدمه وتطوره ، خلال مدد أقصر بكثير مع أشخاص مختلفين من ناحية المؤهلات والمواهب والقدرات والمهارات ، التي تحتاجها وتتطلبها عملية أداء الأعمال والوظائف بالشكل المنطقي والعملي والمناسب ..
مما لاشك فيه ، أن مقولة "الشخص المناسب في المكان المناسب" والتي لا تتحقق عملياً إلا في الشركات ومع المشروعات التي تتعامل بمنطق الربح‏ والخسارة ، والتي لا يمكن أن يجد فيها الشخص‏ غير المناسب مكانا له ، تتطلب الانتباه لها ، بأعلى مقاييس الجدية والمسؤولية والهادفية ، وأرقى مستويات الحوار والنقاش والتوصيف والبحث في مكوناتها ، حتى يتسنى لنا منافسة البلدان المتقدمة في تطبيقها على أحسن وجه ، إذا نحن أردنا ركوب قارب الحضارة التي ننشدها جميعا.