تصريحات بان كي مون خلال زيارته للجزائر بشأن قضية الصحراء المغربية لا يمكن إلا أن نصفها باللامسؤولة والغير المندرجة في إطار مساعي الأمم المتحدة بالنظر للاشواط الكبيرة التي قطعتها مراحل المفاوضات والدور الأمني الإقليمي لدول الساحل والصحراء الذي لعبه المغرب في التصدي لظاهرة الإرهاب العابر للقارات .
إن الخرجة الغير المسبوقة للأمين العام للأمم المتحدة تنم على أن بان
كي مون يسعى جاهدا إلى خدمة أجندة سياسية للجزائر مدفوعة الأجر من أجل تصدير أزمتها الداخلية التي تتخبط فيها، ولعل الأحداث المتداولة بالصحف الجزائرية وقنوات الإعلام الدولي حول تعرض الرئيس المريض لطلقات نارية من طرف أخيه رغبة في تولي الحكم وتدخلات جنرالات الجزائر لقمع الحركات المطالبة بالتغيير والمتدمرة من سياسة حكام الجزائر اللاشعبية، دليلعلى بان كي مون قد أخلف الموعد في وضع حد لمعاناة مواطنينا المحتجزين من قبل البوليساريو في مخيمات خاضعة لحكم الجزائر وتفادي ما يمكن أن ينجم عن استمرار هذا النزاع من انعكاسات خطيرة على المنطقة العربية التي أصبحت تتأثر في الساحل الصحراوي بهجمات تشنها عصابات إرهابية إجرامية ظهرت للوهلة الأولى بالجزائر والتي أصبحت تهدد المنطقة العالمية في استقرارها.
فالفاعل بعملية التسوية لإنهاء النزاع المفتعل لقضية وحدتنا الترابية يقتضي من الأمين العام للأمم المتحدة الوقوف بمسؤولية إدارية واقعية على حقيقة الوضع المأساوي لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف الخاضعة لسيطرة وحصار حكام الجزائر والعمل على إحصاء وتحرير المواطنين المغاربة المحتجزين من قبل النظام الجزائري بدل بلطجيته الدبلوماسية لتزييف الحقائق ومناوراته الخسيسة التي تحركها أطماع ذاتية مدفوعة الأجر من قبل اللوبي الجزائري الذي يتلاعب بالمساعدات الأوربية ويغير وجهتها لتغذية الحركات المتطرفة الإرهابية بقصد النيل من الاستقرار والسلم العالمي.
وإضافة إلى ذلك يتوجب تفعيل دور الأمم المتحدة في اطلاع الرأي العام الدولي وخاصة الهيئات الحقوقية على ملابسات ملف الطرد التعسفي والتهجير القسري الذي تعرض إليه45 ألف مغربي سنة 1975بعد تجريدهم من ممتلكاتهم بكيفية غير قانونية، إنه ملف جدير بأن يهتم به بان كي مون وأن يكون محور واستراتيجية هيئة الأمم المتحدة من اجل التعريف بقضية هؤلاء المغاربة
فمسألة الوحدة الترابية للمغرب مسألة مبدئية تتعلق بالهوية الوطنية كما أن مقترح الحكم الذاتي الذي عبر عنه المغرب لإيجاد تسوية نهائية يعتبر مبادرة جدية وذات مصداقية سيضع حدا للنزاع المفتعل ويحفظ المستقبل لكل الأجيال في إطار من التعايش السلمي.
وكاشارة لا بد منها نحن في صحرائنا ولن ننتظر أي طرف آخر كيفما كانت درجة مسؤوليته العبث بالتراب المغربي الغير القابل للتجزيئ وعلى من يريد أن يصنع كيانات وهمية على شاكلة مخيمات العار عليه أن يبحث لهم عن بقعة أرضية خارج نطاق التراب المغربي. ونقول لحكام الجزائر ولذئابها الدبلوماسيين الماكرين على مستوى سياساتهم الخارجية لن تنالوا من جبهتنا الداخلية شيئ كما أن ملف الصحراء المغربية قد تم طيه نهائيا ولعل المسيرة الخضراء درس ورسالة حقيقية لكل المؤسسات الدولية.
الرئيسية
»
أخبار وطنية
»
» بان كي مون ينحني لضغوطات اللوبي الجزائري ويجانب سياسة الحياد المفروضة في منظومة الأمم المتحدة.