adsense

2015/12/24 - 8:56 م


حالة من المد والجزر أصبح يعرفها فريق المغرب الفاسي منذ أزيد من أربع سنوات خلت، بل لم يعرف هذه السنة سوى نكوصا وتراجعا خطيرا يمكن أن يعصف مما تبقى من فريق العاصمة العلمية، و يتحه به نحو الإندحار إذا لم يتحلى كل المتدخلين في شان الفريق بالرصانة الكافية، والتعقل وتغليب مصلحة الفريق أولا على أي مصلحة أخرى.
جريدة "القلم الحر" تتابع الموضوع بقلق تام، وتبحث في جذور وأسباب و تداعيات الأزمة، و المخارج الممكنة منها، و في هذا السياق استضافها مشكورا السيد عبد الحق المراكشي، أحد المسيرين السابقين للفريق الأصفر، ومقاول و مستثمر بمدينة فاس، أحاط الجريدة بمجموعة من المعطيات اعتبرها من وجهة نظره الأسباب الكامنة وراء التعثر الذي يعرفه فريق المغرب الفاسي، و اقترح بعض الحلول للخروج من الأزمة الحالية.
يقول المراكشي، إن الفترة التي قضاها رفقة المكتب المسير بنادي المغرب الفاسي، رفقة كل من عبد اللطيف بن شقرون و خالد بن أوحود و عبد العظيم المكرازي، كانت من أزهى المراحل التي مر منها الفريق، ففي تلك الفترة أي خلال الموسم الرياضي 2010 2011، وبعد رحيل كل من المدربين فاخر و الصحابي و السكيتيوي تم استقدام رشيد الطاوسي، وانتداب سبعة لاعبين كانوا يلعبون لفرق وطنية أخرى بدون أن يدفع المكتب أي مقابل، وهم الزكرومي، المراني، الباسل، البصري، العياطي، الشطيبي، الحموني، و العودة الطوعية لمن سماه بالإبن البار للماص طارق السكيتيوي، و إدماج لاعبين من فئة الشباب هما حلحول و بامعمر، و بهده الجموعة حقق الفريق ألقابا رمزية خلال ظرف وجيز، حيث فاز بالبطولة الخريفية، و لعب المبارة النهائية لكاس العرش ضد الفتح الرباطي، كما احتل مرتبة وصيف البطل وراء فريق الرجاء البيضاوي.
و في الموسم الذي تلاه، وبعد استعدادات ومجهودات متكاثفة بين المكتب والمدرب و الفريق ومساندة الجمهور، جنى ثمارها الجميع، حيث تحققت ثلاثية تاريخية للفريق في نفس السنة، بفوزه بكأس العرش، و كأس الإتحاد الإفريقي، و كأس إفريقيا الممتازة، نال على إثرها تهنئة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وبأسف شديد يسترسل السيد عبد الواحد المراكشي، حيث يقول من الصعب الوصول إلى المجد، لكن ما هو أصعب هو الحفاظ عليه، فخلال حفل المدينة انتظر اللاعبون حوافز تقدم لهم من قبل مجلس الجماعة، إلا أن آمالهم خابت ولم يقدم لهم شيء يذكر، فكانت القشة التي قسمت ظهر البعير، لان تضحيات اللاعبين بلغت مداها ولا يمكن أن تتجاوز الحد، وبضغط منهم دخل رئيس المكتب المسير في صراع مع عمدة فاس، آنذاك حميد شباط ، فتحت المجال أمام المتربصين بالفريق و الحاقدين على الأمجاد التي حققها في غيابهم، فوجدوا الفرصة مواتية للصراع على الزعامة، فوقع شد الحبل بين الأطراف، ما زاد من تأجج الصراع بين الرئيس و العمدة وصل مداه ردهات المحاكم، ما اضطر سبعة أعضاء من المكتب إلى تقديم استقالتهم، وعودة المتربصين كما سماهم المراكشي، لتبدأ المأساة من جديد.
عبد الحق المراكشي يحمل المسؤولية كاملة لعمدة فاس حميد شباط، حيث يقول أنه كان على الأخير أن يتعالى على الصراع مع رئيس المكتب، وأن المنحى الذي اتخذه الصراع لم يكن لائقا بمسؤول في مستوى شباط باعتباره أمينا عاما لحزب عريق ونقابة وطنية وعمدة لمدينة فاس ونائبا برلمانيا.
و في سؤال لجريدة "القلم الحر" حول اقتراحات عضو المكتب السابق عبد الحق المراكشي قال، إن الحل يكمن في التغيير الجذري لمحيط فريق المغرب الفاسي، و عدم التمسك بالمقاعد، وتأسيس لجنة من الحكماء، تتكون من المحبين للفريق، و قدماء اللاعبين، و قدماء أعضاء المكاتب السابقة، يكون دورالجميع الإستشارة في النوازل و الأزمات، التي يمكن أن تحل بالفريق، و المهم هو إعادة هيكلة الإدارة، و اعتماد الحكامة في التدبير، وعن سؤال حول رغبته في العودة الى التسيير، قال إنه ابن الماص ويعرف الجميع استعداده الدائم لخدمة الفريق دون أن يكون في المكتب، وعلى الجميع التفكير في إعطاء الفرصة للشباب لأن لديه الكثير ما يقدمه.
الجريدة طلبت من عبد الحق كلمة أخيرة، فقال أدعو جمهور المغرب الفاسي أن يذكرني بخير.
  1. و تجدر الإشارة، إلى أن مصاريف فريق المغرب الفاسي تصل الى حوالي 25 مليون درهم سنويا، يستخلصها من المقصف، و منحة الجامعة، و المجالس المنتخبة، و مداخيل الملعب، وواجب الانخراط، بالإضافة إلى الإشهار و الإعانات التي يتلقاها من بعض الفعاليات الاقتصادية، ورغم ذلك وحسب السيد عبد الحق، تبقى هذه الميزانية غير كافية في ظل الاحتياجات الكثيرة، وحدد مبلغ 40 مليون درهم كسقف لتدبير مريح للفريق الأصفر الفاسي.