adsense

2015/12/26 - 1:11 ص


ظاهرة انتخابية فريدة سجلتها نتائج انتخابات الرابع من شتنبر بمدينة فاس، اكتساح منقطع النظير لم تشهده الساحة السياسية من قبل، اكتساح حزب العدالة والتنمية مفهوم وواضح، لاعتبارات عدة منها عدم ولوج مجال التدبير من قبل و انسجام خطابه مع السائد بالشارع المغربي، و لكن ان يكتسح بشكل مطلق حزب سبق له تسيير الجماعات، فهذا ما اعتبره الكثير من المتتبعين للشأن العام بمدينة فاس ظاهرة تستحق الوقوف عندها و التساؤل بشأنها، حيث أعيد، صباح يوم الأربعاء 16 شتنبر 2015، انتخاب رشيد الفايق، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بفاس، رئيسا للجماعة القروية أولاد الطيب، بالأغلبية المطلقة، إذ صوّت عليه كل الأعضاء الستة والعشرين المشكلين للمجلس والمنتمين إلى الحزب نفسه، و لم يسجل عليه إي خرق في الحملة الانتخابية، أو استعمال للمال العام أو الخاص، في استمالة الناخبين، أو تقدم احد منافسيه بالطعن في نتائج الانتخابات الخاصة بجماعته.

فماذا وقع إذن؟ و ما الذي جعل سكان جماعة اولاد الطيب يجددون ثقتهم في رئيسهم السابق، بل ويمنحونها لكل من حمل رمز الحمامة بنفس جماعة رشيد الفايق، الجواب لا يمكن ان نعثر عليه في الحاضر، وإنما سنجده في سيرة الرجل وتاريخه السياسي في تدبير شؤون الجماعة، وفي مدى التجاوب و التفاعل مع نبض قرى ومداشر و حاضرة جماعة أولاد الطيب التابعة ترابيا لعمالة فاس.
منذ توليه هذه المسؤولية حرص رشيد الفايق على الاهتمام بشؤون الجماعة، و كان أكبر  انجاز له والذي زاد في شعبيته، إلغاء ترخيص مشروع رياض الخير نتيجة لعدم وفاء مؤسسة العمران بالتزاماتها المادية اتجاه ذوي الحقوق، و فسح المجال أمام الملاك الأصليين للتصرف في أراضيهم بشكل مباشر وبالطريقة التي تريحهم، بالإضافة إلى عمله على فك العزلة عن محيط اولاد الطيب الذي صنفه تقرير المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من المناطق التي تعاني الهشاشة، حيت تم تعبيد الطرق وتعميم الإنارة وإحداث موزع كهربائي جديد للتغلب على مشكل انقطاع الكهرباء، ونيابته عن دوي الحقوق في رفع دعوى قضائية ضد الدولة المغربية للمطالبة بالتعويض عن جبر الضرر الناتج عن قرار وزير الداخلية رقم 3375.14، القاضي بضم أزيد من 400 ألف هكتار من أراضي الجماعة إلى النفوذ الترابي لمدينة فاس، و أخيرا وليس آخرا، إعداد مشروع لإعادة هيكلة الدواوير المتواجدة خارج مركز الجماعة.

وكان الفايق ولا يزال دائم الاحتكاك والتواصل مع ساكنة جماعته، يجتمع بهم وينصت لشكاويهم ويأخذها بعين الجد، يصنفها حسب الأولويات، لتكون نقطة في جدول أعمال المجلس للتداول في المخارج الممكنة لها، ما جعل الساكنة ترتبط به أكثر.
المواطن المغربي البسيط، ليس في حاجة إلى دعاية انتخابية، ومرشحه في ذهنه قبل انطلاق الحملة، وحاجياته و متطلباته في غالب الأحيان بسيطة و ليست كبيرة ولا مكلفة، وفي جزءها الأكبر لا تحتاج إلا إلى رنة هاتف أو مراسلة إدارة أخرى بإدارة صلبة و قوية في حل ما يمكن حله، و بعضها يحتاج فقط إلى دعم معنوي، أما البرامج و الرموز و الشعارات و الألوان فلا يعيرها المواطن المنشغل بروتين الحياة أي اهتمام بالمرة، و لا يبحث إلا على رمز من يهمه أمره حتى لا يختلط عليه وسط كومة الرموز و الألوان.
و رشيد الفايق رئيس جماعة أولاد الطيب من هذه الطينة التي وهبت نفسها لخدمة سكان أولاد الطيب و أولاد الحاج وغيرها من دواوير الجماعة، قال في إحدى دورات المجلس :      
 أنه ليس من طلاب الكراسي وأنه ابن هذه الأرض أبا عن جد ولن يسمح لأحد أن يبيع في عرضها وشرفها لأن الأرض شرف كل القبيلة .
وتجدر الإشارة، إلى أن جماعة اولاد الطيب تقع بمنطقة استراتيجية هامة، تمتد على الطريق الوطنية رقم 8 المؤدية إلى ايموزار كندر و افران فوق ارض خصبة هي جزء من المجال الجغرافي لهضبة سايس، حيث تحتضن مطار سايس الدولي، ثالت اكبر مطار في المغرب،  عرفت في السنوات الأخيرة امتدادا عمرانيا مهولا، و بروز عدة مشاريع تنموية فتحت شهية المنعشين العقاريين، الذين سارعوا الى الاستثمار بها حيث تعرف الآن هجرة مكثفة لساكنة العاصمة العلمية نحوها.