adsense

2023/07/17 - 1:32 م

دعا مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، مائير بن شبات، بلاده إلى الاعتراف بمغربية الصحراء، الأمر الذي اعتبره أساسيا للتصدي لمحاولات إيران اختراق القارة الإفريقية مدعومة من طرف حليفتها الجزائر، محذرا أيضا من أن الولايات المتحدة الأمريكية "غافلة" عن مساعي طهران من أجل توسيع دائرة نفوذها إلى العديد من دول القارة السمراء.

وقال بن شبات، الذي يشغل حاليا منصب رئيس معهد الاستراتيجية الصهيونية والأمن القومي الإسرائيلي الموجود مقره في القدس، إن إيران وبعد استعادة علاقاتها مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتزامنا مع تعميق تعاونها الاستراتيجي مع روسيا، تضع الآن أنظارها على هدف دبلوماسي آخر وهو إفريقيا، مستدلا بجولة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في دول كينيا وأوغندا وزيمبابوي.

ويرى بن شبات، أن الهدف المعلن لإيران هو تحقيق المزيد من التعاون في المسائل الاقتصادية، لكنها تحاول أيضا خلق زخم دبلوماسي لتعزيز مكانتها في القارة الإفريقية وإضافة دول أخرى إلى قائمة المعسكر المناهض للولايات المتحدة الأمريكية، محيلا على المحادثات التي جرت بين وزيري خارجية إيران والسودان مؤخرا بعد 7 سنوات من التباعد بين البلدين.

وأورد بن شبات، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل هايوم"، أن إيران تمكنت من إيجاد موطئ قدم في العديد من البلدان الإفريقية، مشيرا إلى الاتفاق بينها وبين مصر على استئناف الرحلات الجوية المباشرة التي توقفت منذ أكثر من أربعين سنة، وهو أمر، برأيه، لا يعكس فقط رغبة البلدين في التعاون الاقتصادي بينهما فقط، ولكن أيضا مساعيهما لبدء صفحة جديدة من العلاقات.

وأشار المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى أن إيران تتمتع "بعلاقات حميمية" مع دول أخرى مهمة في القارة، بما في ذلك جنوب إفريقيا والجزائر، هذه الأخيرة التي قال عنها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق إنها "واحدة من بين الدول العربية القليلة التي تتعاون مع طهران"، مُنبها إلى أن ذلك انعكاس للتوتر بينها وبين المغرب إثر إعادة المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.

واعتبر بن شبات أن هدف إيران هو "التأثير على النظام العالمي الجديد وإنشاء نظام متعدد الأطراف يعمل بمثابة تقل موازين، أي أنه يضعف الولايات المتحدة والغرب"، مبرزا أن "إدارة الرئيس جو بايدن لا تنتبه لكل ذلك، فهي مُنهمكة للغاية في الشؤون الداخلية والتنافس مع الصين والحرب في أوكرانيا، وسمحت سياسة بايدن في الشرق الأوسط لإيران باكتساب القوة وجعل أصدقاء واشنطن العرب يحتضنون روسيا والصين".

بن شبات، الذي كان، إلى جانب سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربي السابق، وجارد كوشنير، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الموقعين على الاتفاق الثلاثي المغربي الإسرائيلي الأمريكي بالقصر الملكي بالرباط أواخر سنة 2020، أورد في مقابل ذلك، أن إسرائيل يمكنها التحرك في مواجهة إيران، بما يشمل التعاون مع المغرب.

وشدد بن شبات أن على بلاده الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، بما يساهم في تعزيز العلاقات مع الرباط ويضعف خصوم هذه الأخيرة بقيادة إيران والجزائر، إلى جانب ضرورة تعزيز الوجود الإسرائيلي في إفريقيا، وإتمام تطبيع العلاقات مع السودان رغم الاضطرابات الداخلية، وكذا إشراك مصر على جميع المستويات لتجنب الاحتكاك بشأن علاقاتها مع إيران.