adsense

2023/07/26 - 12:02 م

بقلم الأستاذة أمال السقاط الضخامة

في ظل  مستجدات هذا العصر وتغييراته السابحة،الكابحة، غير المستئذنة اصالحة كانت  ام طالحة  .،و التي تتطلب منا وعيا اكثر وحضورا أكبر وتفكيرا انجع واغزر و حكمة اثمر  مفهوم  الحرية، ولعل هذا من بين المحفزات التي دفعتني الى قراءة  كتاب "مفهوم الحرية" للدكتور عبد الله العروي،حيث لم تات هذا  الرغبة من باب حب الاستطلاع بغاية الفهم والتنوير،أو عشقي للقراءة وحسب ،

وإنما نجمت من سماء هيامي المتواصل واللامحدود، وولهي الصمد والمسنود،بالبحث عن معنى الحقيقة المنشود، وجوهر الحرية القح الزلال المفقود الموجود ،بجلال قدسيته، وسعة فضائه، وسمو معناه، وزلال صفاء منبعه، ونبل جوهر لبه، وسلامة مساره ونجاعة مفيدة.

 أجل ،إن الحرية بمفهومها القح الزلال ،هي ذاك النور الوهاج ،والتصور السليم القويم والحكيم المنطق والمنهاج،والسبيل والمعراج ، إلى السمو الفكري، والارتقاء المعرفي الحر والمتحرر من كل تلك القوى المستعبدة، أو القيود الموضوعة البائدة الجامدة، وليست بالموضوعية ولا المحايدة، بالمرة حيث في غالب الأحيان ،كثيرا ما تتغافل هذه الأخيرة عن النظر بعمق مؤسس لنجاعة علاقة الإنسان مع الإنسان ،ولربما قد لا تحترم حتى نبراس علاقة العقل بالنفس في ذات الإنسان ،حتى يتسنى لها بسط هيمنتها ومن تم تكريس ضعف الإنسان ،والحد من نشاطه الفكري، وتبخيس وعيه المستنير، وربما  إقصائه أو إلغائه ،مشكلة بذلك  عائقا حقيقيا أمام سعيه بالتفكير إلى التنوير ومنهما إلى التطوير والتغير المتجدد ،المستمر والمستبصر المستنير التواق، دائما وأبدا إلى الإرتواء من منبع الحرية المتدفق الرقراق، وعيا، خصبا وتحررا وتجددا، وهو يدرك تمام الإدراك مسؤوليته ورسالته في هذا الوجود ، ومن ذا التواجد محترما ذاته، معترفا بالآخر ، لكن  دائما وأبدا ،مقدسا النبض الحر للفكر ،والخفق المتحرر للتفكير، وللحياة بنور الحرية  والعقل المستنير المدرك لماضيه، والفاهم المستوعب حاضره و المستبصر لمستقبله بكل وعي ومسؤولية.

وحتى وإن كان مفهوم الحرية يختلف باختلاف تصور الواحد منا له من منطلق تجربته وقناعاته الفكرية ،ومنابعه التراثية،وجذوره التاريخية ،وأصوله اللغوية، ومنبت هويته وثقافة مجتمعه، فإن واقع الحال ،يؤكد على أنه كلما تضاءل واقع الحرية في الحياة اليومية ،إلا وتضخمت فكرة الحرية في الذهن،فإن المهم وكما يقول الدكتور عبد الله العروي ص 108 :(المهم في قضية الحرية هو أن تبقى دائما موضوع نقاش نابعة عن ضرورة حياتية،لا بوصفها تساؤلات أكاديمية ).

(مهما تنوعت صورة الحرية،يبقى البحث فيها وسيلة للاحتفاظ بها على رأس  جدول الأعمال، لأن الوعي بقضية الحرية هو منبع الحرية).

ليؤكد وأكثر من مرة على أن(الحرية،شعار، مفهوم، وتجربة) ص7.

   فهل عشنا يا ترى التجربة بعمق لنتمكن  من تحديد المفهوم ثم تحليل الشعار بكل رقي وتحضّر ؟

(إذا كان حتى أغلب العلماء الطبيعيين قد أصبحوا يشكون في مبدأ الحرية الإنسانية ، ويعتبرون أن الشعور الذاتي بها يخفي مؤقتا الدوافع الحقيقية لاختيارات البشر.

لذا نشاهد أن المجتمع المعاصر يتخوف أكثر فأكثر من أن يتحول العالم من عَضُد للحرية إلى عدو لها، والعلم من وسيلة لتحقيقها إلى خطر عليها)كما يقول د.عبد الله العروي ص82.

فلنقف إذن وقفة تأمل واستبصار وحسن تدبر ،لا سيما أمام ما بات يعيشه عالم اليوم إثر تطوراته العلمية، وابتكاراته التكنولوجية ،وبعد غزوه الشامل للفضاء جوا وبرا وبحرا لنتساءل  ونسأل ، وبشكل مشروع اليوم ،وأكثر من أي وقت مضى ،عن مفهوم الحرية من جديد ، وعن حدودها كذلك؟ بل وعن المعايير السليمة لتصور ناجع، فعال، وحر  للحرية من شأنه  أن ينتقل بالانسان من التنظير والتنوير والتطوير والتغيير باعتدال، ومن كل ذلك إلى التطبيق والممارسة والتحقيق على أرض الواقع ،محققا عدالة  اجتماعية،وكرامة إنسانية ،ووعيا حقيقيا للحرية ، يرتقي بالإنسان إلى مراتب الجمال والكمال.