adsense

/www.alqalamlhor.com

2023/02/06 - 6:51 م

بقلم امال بنعبدالرسول

" دقة تابعة دقة وشكون يْحَدْ البَاسْ"

عندما نصبر لله عز وجل على الطاعة والمعصية، عند الالم عند المعاناة والشدائد، عندما نواجه المرض والحاجة والأحزان والهموم وغير ذلك، حين نصبر عليها ونحتسب ذلك لله سبحانه، فإنك تشعر بأن الله، الرحمان الرحيم، يحبك ويمدك بالعون والمدد. هذه الحقيقة تيقنت منها وأنا أعيش مخاضات الآلام وأعباء الإجراءات الإدارية ومتاعب التنقل والسفر.

لا بد من الإشارة إلى أني، وقبل أن ابدأ رحلة السفر نحو الدار البيضاء من أجل الاستفادة من زرع النخاع، زارني ضيف ثقيل، للأسف، لم يختر اللحظة المناسبة للزيارة! فقد أصبت بمرض جلدي جراء شيميو وجراء تناقص جهازي المناعي، يدعى الزونا (يطلقون عليه أيضا اسم الحزام الناري). لم يسبق أن عرفت شيئا عن هذا الفيروس. أمام شدة الألم بدواخلي، وظهور تورمات واحمرار على الجلد، قصدت، بتوجيه من الدكتورة ريم، طبيبة اختصاصية في الأمراض الجلدية.

المهم قصدت الطبيبة المختصة. كنت جد متعبة ومنهارة، جراء كم الأدوية التي كنت أتناول، إلى درجة أني صرت أخال نفسي صيدلية متنقلة. مرة أخرى، سيكون الحظ بجانبي، وبفضل من ربي سيسخر لي في كل محنة، اطباء مفخرة لوطني، وساتحدث عنهم ،حسب ظروف لقائي بهم ،لاشكركهم على جميل معروفهم نحوي. لقد كانوا وطنا من الرحمة، ومنهم الدكتورة اسماء لحلو، طبيبة في مقتبل العمر، يشع قلبها رحمة وإنسانية. استقبلتني بحرارة، قَوَّتْ لدي الشعور بالأمل. وبعد أن أطلعتها على وضعيتي الصحية عموما، وعلى تداعيات الإصابة بالمرض الجلدي، أشفقت لحالي بل وانطلقت ترفع من معنويتي وتشجعني على الصبر. وكان مما كان له الوقع الكبير على نفسيتي قولها الذي طالما رددته على مسامعي: " باب عيادتي مفتوحة دائما في وجهك، فلا تترددي متى احتجت مساعدة.

وللحقيقة، كان وعدها قولا وفعلا. دعتني إلى اعتبارها في مقام ابنتي، وهكذا كانت بالفعل، ابنتي التي لم ألد، ورفيقتي في محنتي، لم تبخل عليَّ لا بوقتها ولا بمددها، والبسمة تعلو محياها، بكثير من الأدوية، وخاصة، وأن بعضها باهض الثمن. إنها الدكتورة الطيبة أسماء لحلو التي من خلال هذا المنبر، أعبر لها عن خالص التقدير لجميل صنيعها ، ومعروفها واقول لها شكرا على كل شيء.

ولكم أن تتخيلوا براكين الألم التي صارت تعتمل بدواخلي، بعد أن ابتليت بمرض الزونا، وأنا المنهكة بالداء والخضوع لحصص الشيميو. تأمل حالتي هاته، قادني إلى استحضار هذا المقطع من أغنية لناس الغيوان يقول:

                       دقة تابعة دقة     وشكون يحد الباس(البأس)

بفضل الله، بدأت أعراض الزونا تختفي تدريجيا، كما خفت الآلام الشديدة التي كانت تصاحبها. وبدأت الاستعدادات للانتقال إلى البيضاء. لكن، وقبل ذلك، و" ليطمئن قلبي " قصدت، مرة أخرى، مقر " لالة كنوبس ". وكانت الغاية من ذلك، التأكد من كون هذه المؤسسة ستتحمل القسط الأكبر من مصاريف العلاج وغرس النخاع بمستشفى الشيخ خليفة. وهنا، لا بد من أشير إلى جنود الخفاء الذين يشتغلون بهذا المقر. ففضلا عن التوجيهات وتيسير الإجراءات الإدارية، لم يكونوا ليبخلوا عليَّ بإرشادات ودعم نفسي، كل ذلك، كان يرفع معنوياتي ويزيدني أملا وطاقة على الصمود. طولبت بتعبئة استمارة والتجاوب مع بعض التدابير الإدارية.

كم كانت سعادتي وسعادة أفراد أسرتي وكل أحبائي، عندما أكد لي المشرفون على مقر كنوبس، لهم خالص الشكر والتقدير والامتنان، وبالوثائق، أن كل الإجراءات، الإدارية والمادية، قد سويت، وأن الطريق أصبح معبدا للانتقال إلى البيضاء.

توجهت إلى العلي القادر شاكرة وأنا أتذكر دعاء، مفعما بالعبر، لأحد المتصوفة، جاء فيه: (اللهم إني جئت منك إليك، ولا شيء أعز منك عليك، فكن شفيعي لديك.

اللهم إن حسناتي من عطائك، وسيئاتي من قضائك، فاجعل، اللهم ما أعطيت فوق ما قضيت، حتى تمحو ذلك بذلك، وأنت القائل في كتابك: "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب").