adsense

2023/02/27 - 3:44 م

اعترافا بإسهاماته المتميزة والغزيرة في تطوير جراحة الدماغ والأعصاب، اختارت جمعية جراحة الدماغ والأعصاب الفرونكفونية، هذه السنة، البروفسور المغربي، عبد الصمد الأزهري

رئيسا لذات الجمعية، بعدما ظلت رئاستها حبيسة على القارة الأوروبية لأزيد من 7 عقود.

وتمكن البروفسور الأزهري، رئيس قسم جراحة الدماغ والأعصاب، بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة بالدار البيضاء، من انتزاع هذا التتويج، عقب انتخابه، بالإجماع، في الجلسة الرسمية للمؤتمر السنوي للجمعية، المنعقد، يومي 18 و19 فبراير الجاري، بباريس، مكسرا بذلك هيمنة الأوروبيين على مقاليد هذه الهيئة الطبية العلمية، التي لم تخرج رئاستها، منذ إحداثها، عام 1948، من فرنسا وبلجيكا، وذلك بمعدل ثلاث سنوات في كل ولاية.

وفي حوار مع "وكالة المغرب العربي للأنباء"، أبرز البروفسور الأزهري، المزداد في 1952، بخريبكة، أن عدد أعضاء هذه الجمعية المرموقة يقدر حاليا بنحو 500 من المنخرطين الناطقين باللغة الفرنسية من ذوي الاختصاص في هذا الميدان الطبي الأكثر تعقيدا، والتي تستهدف أكثر من ألف جراح، بمختلف أرجاء الكرة الأرضية.

واعتبر البروفسور المغربي أن هذا الاعتراف هو ثمرة سنوات من البحث والممارسة والإسهام في ترسيخ ثقافة العناية المكثفة بالمرضى، والاحتكاك، عن قرب، بآخر ما جادت به الأبحاث العلمية في المجال؛ مما جعل من المغرب موضع اهتمام من قبل العديد من الخبراء عبر العالم، لاستكشاف مؤهلاته وقدراته العلمية والعملية، كما هو الحال في الشأن الكروي.

وقال البروفيسور الأزهري إن هذا الإنجاز يرجع الفضل في تحقيقه لثلة من القامات المغربية، التي ساهمت، بقوة، في التعريف وتطوير اختصاص جراحة الدماغ والأعصاب، وفي طليعتهم، البروفسور عبد السلام الخمليشي، الذي شكل القاطرة الأولى للسير قدما، توالت بعده سلسلة من الإسهامات لزمرة من زملائه وطلبته ممن اقتدوا بعلمه، وهذا يبدو جليا، من خلال حضورهم المتميز والمكثف، في العديد من المحافل والمؤتمرات العالمية، التي تقام بمختلف الدول؛ بما في ذلك اليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وآسيا، والدول العربية.

وعرف المؤتمر الأخير للجمعية مشاركة 24 دولة يدرس أو يمارس فيها الطب بلغة "موليير"، وذلك كشبكة واسعة النطاق تسخر، سنويا، أحد اجتماعاتها بباريس، والآخر بإحدى دول العالم، لتطوير البحث في جراحة الدماغ والأعصاب، وكذا لتبادل الخبرات والتجارب حول آخر المستجدات والتطورات ذات الصلة.

وبانتخابه على رأس هذه الجمعية، سيفسح المجال إلى الانفتاح أكثر عن البلدان الإفريقية الفرونكوفونية، انسجاما مع السياسة، التي تعتمدها المملكة؛ حيث سيعمل، من خلال هذه الهيئة، على تطوير الخبرات وتوسيع الرؤى، عبر التدريس والتكوين والتدريب، بشكل يغني المرضى المغاربة والأفارقة عن اللجوء للخارج، لإجراء مثل هذه العمليات الجراحية، التي أضحت اليوم أمرا متاحا بالمغرب.

وفي هذا السياق، ذكر البروفيسور، الذي يشرف، منذ سنة 1999، على أكبر أقسام جراحة الأعصاب بالمغرب، بسلسلة من الدروس الفرونكفونية المبرمجة، التي سيشرع في تلقينها، على مدى ثلاث سنوات، وبشكل دوري، بمختلف دول القارة السمراء الناطقة بالفرنسية، وذلك تعزيزا لما يعرف بالدروس المغاربية، التي يعود تاريخ بدايتها إلى نحو 3 عقود.

وأشار الجراح المغربي إلى أن المغرب يتوفر اليوم على كافة الأدوات والتجهيزات المستحدثة في عالم الكشف والجراحة، للحد من آلام الدماغ والأعصاب، فأضحى بذلك ينافس حتى الدول الأوروبية وغيرها من الدول المتطورة في هذا الميدان، مستعرضا في هذا الشأن، جملة من التقنيات المبتكرة، التي من الصعب إيجادها بدول إفريقية، والتي يمكن اعتمادها في مجال التكوين، بتنسيق وتعاون مع نخبة من الجراحين والخبراء الأجانب المشهود لهم بالكفاءة المهنية.

يشار إلى أن مشوار البروفسور الأزهري، (حاصل على شهادة البكالوريا، في سنة 1973، ومتخرج من كلية الطب بالرباط، في سنة 1981) في جراحة الدماغ والأعصاب انطلق، سنة 1983، بإجرائه أول عملية جراحية في هذا التخصص، كما أنه أشرف على تكوين نحو 70 طبيبا أخصائيا في جراحة الدماغ والأعصاب؛ ممن يمارسون اليوم بمختلف أرجاء المملكة وخارجها.