adsense

/www.alqalamlhor.com

2023/02/22 - 7:58 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

في الآونة الأخيرة بدأت ترتفع عاليا وبصفة مكتفة، أصوات بعض المهتمين بكرة القدم الوطنية والمحلية عامة ، مطالبة بتحسين حال المنظومة الكروية على صعيد الأداء والنتائج التي غدت تتأرجح بين موجات التعثر والسقوط المتكرر التي تكبدها الجهد والوقت والمال ، وتبقيها ضمن المنط الكروي الذي يتقاذفه الاستياء والاحتقان الذي ويصل بها إلى حالة البؤس المستطير ، الذي تعيش  وطأته العديد من الفرق ، كما هو حال الوداد الرياضي الفاسي ،"الواف" الفريق الفاسجديدي العريق الذي قيل الكثير عن الإنجازات التاريخية التي جعلت منه قوة ضاربة محليا ووطنيا ، قبل أن تتراجع نجاحاته المبهرة ، ويخفت بريقه بشكل مهول ، الأمر الذي يدفع إلى إجتراح التساؤلات المحيرة التي نقرأها على إمن خلال تعابير الاكتئاب والضجر ، التي تعلو وجوه محبي "الواف"، وارتسامات التشتت والتخبط التي يمكن معاينتها بيسر فيما تنبض به ملامحهم من اليأس والإحباط والحزن والآلام  ، أمثال :"من ذا الذي يتحمل مسؤولية هذا التقهقر ، أهم المدربون ، أم الأداء غير المقنع للاعبين ،أم الجمهور بتقاعسه عن التشجيع ، أم هو التسيير الإداري المفتقد للفكر والرؤية المعرفية العميقة والشاملة ، الفاقد لجرأة التنظير والتخطيط الاستراتيجي ، أساس تألق المنظومة الكروية ، أم هو اعتلال رؤى مسيرين ظُلموا بتقلد فوق قدرات رؤاهم الضعيفة ومهارتهم المتواضعة في التسيير ،الذي  ظَلموا أنفسهم ، بالتواجد في مواقع مسؤولياته التي تتعدى إمكانيات قراءاتهم للمشاهد والأحداث الكروية ، والوقوف على أسباب الفشل والنجاح فيها، واستخلاص العبر والقيم منها، ـــ وخاصة أنه لنا أمثلة نيرة عديدة في تدبير الشأن الكروي وتسير الفرق ،يمكن اعتبارها دروسا قيمة في النجاح الكروي ، كما هو حال الطفرة الكروية التي أحدثها المنتخب المغربي في "مونديال قطر" والتي نجح وليد الركراكي - بفكره المستنير ورؤيته المعرفية لكل الشؤون الكروية وقوة اخترقه للسائد واشتباكه مع مختلف مفاهيمه وتصوراته - في جعلها دروسا يُقتدى بها في الطموح والإرادة والعزيمة وقوة الإيمان المحقق للأهداف ،والتي كان أهمها ما لخصه السيد وليد الركراكي في قلته الشهيرة "النية"كأسلوب جديد وغير مسبوق في التأطير والتوجيه والتحميس وإعطاء الأهمية الكبرى للقيم الرمزية التي تذكي الشعور الهوياتي والروح الانتمائية وتخلق التلاحم بين أعضاء الفريق الواحد وتجعل لهم قضية يستميتون من أجلها كتلة متراص ضمن  منهجية شعاره: "الفوز لحظي لكن النجاح نتيجة عمل دؤوب" ، ما دفع عشاق الكرة الفاسجديدية لطرح التساؤل المِؤلم : كيف لم يفكر مسيري "الواف" في الاستفادة من مرتكزات النجاح الكروي الباهر التي انتهجهها الناخب الوطني؟ ولماذا لم يعمل على اعتمادها في تسيير وتدبير شؤون فريق "الواف" ؟ بدلا من لاعقلانية اعتماد أنصاف الحلول وأنصاف الإمكانيات اللوجستيكية المطلوبة ، والمؤدية لشيوع الفوضى والتسيب في تدبير الشأن الكروي ، الذي يحول دون تحقيق الأهداف والغايات ، والتي لا تسمح لنا أخلاقنا باتهام أيا كان بالوقوف وراءها ، لإيماننا بالانتماء القح المترسخ لدى كل أبناء فاس الجديد بمختلف طاقاتهم ، لفريقهم "الواف"، مدربين ولاعبين ومسيرين وجمهورا.