adsense

2022/01/08 - 12:09 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

أمر طبيعي أن تنتكس أحوال فريق الوداد الفاسي في مثل هذا الجو الموبوء، وذاك الوضع السيئ الذي تكابد فيه الرياضة في المغرب عامة وكرة القدم على وجه الخصوص كل هذا التهاوى وذاك التدنى الذي يجعل كل من يتباهى بماضي الفريق الزاهر يشعر بالإهانة من حاضره البائس والفاشل ، الذي يعجز القلم عن تعداد مواقع السقوط فيه، والتي يكفي استراق السمع لهمس الشارع الفاس وعلى الخصوص  فاس الجديد مسقط رأس الواف، للإستماع لمختلف الشرائح -حتى أبسطها واقلها اهتماماً بكرة القدم - وهي تتحدث عن مدى هول ما وصل إليه "الواف" الذي كانوا إلى الأمس القريب يتصايحون فخرا وتهليلا لبطولاته ، قبل أن يتحول إلى عاجزٍ عن تجاوز أسوأ أيامه الحبلى بالرزايا والمحن المتراكمة ، التي دفعت بالمهتمين بالحقل الرياضي ،الخصوم والأصدقاء ، القريبين والبعيدين ، ومحبي الواف و جمهوره الذي مزقته الشروخ ، وفرقته المؤامرات ، للبحث عن طُرُقُ عمليةُ ومنهجيةُ بإمكانِها أنْ تصنعَ مُعادلةً تنأى بالوداد الفاسي عن واقعِ التيه والضياع ، وتنتشله من هذا الجانبِ المُظلمِ من تاريخه الفظيع المنجرف نحو التهاوى والتدنى وتتابع  الهزائم ومذلة الخسارة والخسارات ، وتحصينِه من كابوس الإفلاس الكروي -الذي لا يسر عدوا ولا صديقا -وتزرع الروح في عضلاته ليستعيد أمجاده وإنتصاراته التي تم التفريط فيها ، لدرجة  أصبح فيها وكأنه مجرد مركز تجمع شباب في فريق مغمور في أحد الدروب ، عاجز عن تحقيق أي هدف مهما كان ضئيلاً !  ومع كل هذا ذاك يبقى الأمل كله معقود على وطنية وغيرة جماهير الوداد الفاسي في بذل الجهود الجبارة للحد من انحداره ، أو على الأقل التقليص من الترهل والارتباك والتراخي الذي ذبل معه بريقه وغربت به شمس نجوميته وتألقه ، وذلك  بالوقوف في وجه الارتزاق بتدبير شؤونه ومخططاته ، وتغيير سياسة التسييرة وإعادة الحكامة للتدبير حاله وأحواله التي لم يعد ينفع فيها  ومعها التبريرات الواهية واللامنطقية لِبعض المتطفلين الذين لا يجيدون من الفكر والرؤية الرياضية إلا الكيد والتلسين وإقصاء كل من يحاول ابتكار ما ينأى بالفريق عن واقعِه الأسن الخطيرِ، الذي لا يتأتى إلا باتخاذِ القرارات الجادة والمسؤولة المعززة بالإمكانات العلمية والمنهجية العملية ، غير المعتمدة  بحرب البلاغات والبيانات والبيانات المضادة والإتكالِ على آثارِها المادية والمعنويةِ - على أهميتِهما معًا – في البحث عن الهروب من واقع الحال المزري والمبكي إلى ماض فات وانتهى ولا تستطيع حلاوته  ولا مراوته أن تبرر الهزائمة ، أو تميط المسؤوليات ، أو تحمل بشائر الإنقاذ وآمال دفع نحس النتائج السلبية التي كابدها الفريق لسنوات خلت ، وكما يقال: لاتأتي الإنتصارات على قدر الأماني والأحلام  ، وإنما على قدر السعي الحتيت إليها .

وفي انتظار تحقق إنصلاح حال الوداد الفاسي، و بعيدا عن اليأس والتشاؤم ، فإني أنظر بأمل كبير الى الغد المليئ بالعِبر والدروس التي ستمنع وقوع الفريق في فخاخ لازماً وجوده الكروي وحكم مصائره ، بدليل قوله تعالى: "وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " يوسف: 87، وقوله سبحانه: "وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ "الحجر: 56.