adsense

2021/12/05 - 1:53 م

بقلم الأستاذ عبدالغني فرحتي

طالما هناك في قلبنا دقات تنبض بحب الوطن، سنظل، على الرغم منا، متابعين لما يجري ولما يتعلق بتدبير الشأن العام محليا ووطنيا. لذلك، لا يمكن إلا أن يثيرنا ما صار يصاحب اجتماعات العديد من الكيانات الحزبية من فوضى. وهي ظاهرة للأسف غدت ملازمة للممارسة الحزبية بل إنها تزداد ضراوة، كلما حان موعد تجديد الهياكل أو الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية.

 هاجس تقاسم الريع الحزبي المقتطع من مال دافعي الضرائب والتهافت على النيل من فتاته والاستقواء بالبلطجية، كلها سمات صارت تلتصق بالعمل الحزبي. لم نعد نسمع صدى لنقاشات حول أطروحات نظرية ومقاربات اقتصادية واجتماعية وتربوية، يقترحها الفاعلون الحزبيون تتطلع إلى إصلاح الأوضاع القائمة وتجاوز ما يعيق النهوض بأحوال البلاد والعباد. ما أصبح طاغيا هو الصياح والصخب واستعمال كلمات نابية تمتح من قاموس الفتوات و"المشرملين".

 أي صورة يراد تسويقها عن العمل السياسي؟ ما الذي أدى إلى اختفاء المناضل المثقف والمنظر الفاعل عن الساحة الحزبية؟ كيف صارت مقرات حزبية، كانت إلى زمن قريب تعج بمفكرين ذوي صيت عالمي، فأصبحت الآن، للأسف، مرتعا لتجنيد بلطجية ومرتزقة لوضع مقاليد تسيير الكيان الحزبي بين يدي شخصيات ضعيفة خبرة وتكوينا وكاريزمية؟

 ولعل ما أصبح يزيد الوضعية قتامة وبؤسا، أن يختار " الزعيم السياسي " للتنظيم الحزبي الصياح والصراخ والوعيد، في حواره، سواء مع ما القليل والقليل مما بقي من القواعد أو مع المنابر الإعلامية، وهو سلوك لا يروم به سوى التستر عن خوائه المعرفي وتواضع تجربته وافتقاره لرؤى ومشاريع تقترح حلول عملية لتحسين أوضاع البلاد والعباد !!!.