adsense

2021/12/21 - 11:23 ص

بقلم عبد الحي الرايس

بأطيافه المختلفة: مرئياً ومسموعاً ومقروءاً، وبحضوره وعطاءاته المتنوعة، يتأرجح بين نهايتيْن:

يسمو فيُفيد ويُمْتِع، يُربي الأجيال، ويُذكي الخيال، يَبعث على الاقتداءِ والْتِمَاسِ الكمال، ويَحُثُّ على الارتقاءِ وتحقيقِ الذات.

ويَدْنُو فيبتذلُ الخطاب، يتداولُ تافهَ الوقائع والأحداث، ويملأ الفراغ برديء الإنتاج، دون كبير عناء، في التحري والانتقاء.

ويظل الإعلامُ سيدَ الميدان، يُغذي العقول، ويُؤثر في الوجدان، فيرفع الهمم، ويصنعُ الأمجاد، أو يدغدغ المشاعر والأحلام، ويبعث على الاستكانة، ويُوقِعُ في الأوهام.

قدَّرَت ْدَوْرَهُ أُمَمٌ فجعلته منبراً لسامي القول وصائب الخطاب، واتخذته رافعةً للتحرير من الأمية، والتعبئة للإسهام في المحافظة على الحضارة والهُوية، والدفع بعجلة التنمية، وأطلقت العنان للتنافس والاجتهاد، والتباري في الإنتاج والإبداع، وعددت فرص الاستطلاع والاستحضار، لناجح التجارب ورائع الأفعال، ولم تتوان في التوثيق لصادق البطولات ورائد الاختراعات، أعلنت عن المسابقات، ورفعت عتبة الذكاء، وتوخت جيد الإسهام، فدنا منها القطوف، وجنت خير الثمار، شُدَّتْ إليها الأنظار، وشُنِّفَت لها الأسماع، وصار المنتجُ يشدُو أعلى مقام، والمتلقي يستطيبُ خيرَ نِتاج.

واستهانت به أمم فتركته يلغو بكل لسان، فلا يستقيم له بيان، ويحطب من كل الأصقاع، كل ما يملأ الفراغ، فلا يستثير ذكاء، ولا يسمو بوجدان.

وظلت أخرى متأرجحة بين هذا وذاك، تشرئب تارة إلى العُلا، وتَسِفُّ طوْراً إلى الدُّنَا، وهي بذلك تعكس التيه والضياع، وتُسْلِمُ أمرها إلى الفوضى والارتجال.

وإذا كان الإعلامُ لسان الأمة، ورافع لواء النهضة، فأجدى له أن ينشد خير الكفاءات، ويصْدَحَ بأسمى الخطابات، ويُرَصّعَ فضاءه بأجود الإبداعات، ويُنيرَ السبيل بأبْهى الإشراقات، فَتِلْكُم أصْلحُ الاختيارات.