adsense

2021/11/11 - 10:22 ص

بقلم عبد الحي الرايس
في كلمة لعمدة فاس كعاصمة روحية ومركز للجهة تحدَّثَ عن الانشغال بهاجس تعميم مسالك الدراجات الهوائية، بل وحتى دوَّاسات التنقلات الفردية( Trottinettes)، وعن الحزم في تأهيل النقل الحضري، وشق الممرات التحتية، ورفع درجة الاهتمام بالمساحات الخضراء، والمُضي قدماً في إنجاح عملية الفرز من المصدر، ومعالجة وتثمين المخلفات، وتعهُّد محطات قياس درجة تلوث الهواء، والتنظيم الذكي لمراكن السيارات على نحوٍ يُنصف العاملين في المجال، ولا يُزعج السكان، وفي الاهتمام بالوادي، وتحقيق مسار ترفيهي آمِن نحو مدخل المدينة العتيقة، وفي العمل على تعميم استفادة الإنارة العمومية من الطاقة المتجددة، ومضاعفة الجهود للحد من الانبعاثات الغازية.

كان هذا في مداخلة له بمناسبة انعقاد ندوة حول "التغيرات المناخية ورهانات جهة فاس مكناس" نظمها البنك الدولي بتعاون مع فضاء جامعي خاص في سياق قمة الأرض بكلاسكو، مؤتمرِ الفرصة الأخيرة ِللمُناخ .

شاركت في اللقاء عدة كفاءات وفاعليات وازنة على مستوى الخبرة والتجربة، ومن مواقع الممارسة والمسؤولية، تتالوا على تناول الكلمة، وأكدوا على دور الجامعة، وحتمية إنضاج ودعم المشاريع البيئية، وبلورتها وإبرازها في تصاميم التهيئة، وضرورة تأهيل الكفاءات، وإتاحة الفرصة للشباب، والانفتاح على المجتمع المدني ممثلا في جَادِّ الجمعيات، تفعيلا للإرادة الملكية التي تبلورت في عدة مبادرات وتوجيهات تروم رفع درجة الاهتمام بالفعل المناخي لما له من انعكاسات اجتماعية واقتصادية وبيئية.

وفي فواصل الجلسات، تردد السؤال عن موعد تفعيل مشروع الترامواي أو الحافلة ذات المستوى العالي في الخدمة (B.H.N.S)، وبدا أنه هاجسٌ ومطلبٌ مُلح لسكان فاس.

ووُدَّ متتبعون التأكيد على أولوية تسريع تفعيل حديقة النبات (Jardin Botanique)، وإرجاع النقاء والصفاء لوادي فاس، وتحرير الملك العام.

وتُوِّجَتِ الندوة بكلمة لطالبٍ من الجامعة الأورومتوسطية ألقاها باسم رفاقه الخمسة، وأجمل فيها ما جناه العالم من ويلات الحروب، وما عرفه ويتهدَّدُه في أفق 2030 و2050 من كوارث الجفاف والفيضانات، والحرائق، وتناقص الغابات، بسبب التغيرات المُناخية التي ترجِعُ مسؤولية تفاقمها إلى الإنسان، والتي ستجني تبعاتِها الأجيالُ القادمة، ما لَمْ تُتدارَكْ بتعميم استخدام الطاقة المتجددة، وتطوير استعمال وسائل النقل الكهربائية، والدراجات الهوائية، والانخراط في التنقلات المشتركة، وتثمين المُخلَّفات، والاقتصادِ في استخدام الورق، وترشيدِ التعامل مع الماء.

ندوة جاءت في سياقها، ثمَّنها ما بَشَّرتْ به من رُؤى، وزخِرَتْ به من طموحات.

تُرَى هل سيكون الالتزامُ بعطاءاتها؟ والجِدُّ في السعي بها نحو التفعيل والتنزيل؟

نأمل ذلك مخلصين، وهو الفيْصلُ في المُمَايَزةِ بين التجارب، وتقويمِ عمل المتنافسين.