adsense

2021/11/04 - 10:15 ص

بقلم عبد الحي الرايس

ولا بتوجيه الخطاب القوي، إنما بالتعبئة القُصوى، والتدبيرِالْفَوْرِي. 

فمَذْ أن كانتْ صناعةٌ وانبعاثات، تلبَّدتِ السماءُ وتلوَّثتِ الأجواء، تلاحقتِ النُّذُر، وتعدَّدتِ الإرْهاصات، 

تنادت الأمَمُ للمؤتمرات، وأصْغتْ إلى تحذيراتِ الخُبراء، فتداولتِ البياناتِ وأصْدَرتِ التوصيات، ولكنَّ التماسَ النمو، والتنافسَ في الإنتاج، ظلا سيٍّدَيْ الميدان، وساد التصامُم، وعُدَّت التقاريرُ مٌجَرَّدَ تخوُّفاتٍ وفرضيات، إلى أن كان اتساعُ ثُقْبٍ في السماء، وذوبانُ ثلوجٍ في المحيطات، واختناقٌ في الأنفاس، وانقراضُ كائنات، وسيولٌ تبتلع الجُزر، تتهددُ السواحل، وتطغى على البنيان، وجفافٌ يأتي على الأخضر واليابس، يقسُو ولا يرحمُ جائعاً ولا ظمآن، وأدرك الإنسانُ أنه إنما يجْني ما صنعتْ يداه، فانتظمتْ قِمَمُ الأرض واتضحت الخيارات، فكانت التعهداتُ والالتزامات، رُفِعَ شعارُ الاستدامة، وصِِيغَتْ له الأهداف، وحُدِّدَ لها سقفٌ للتنزيل، قبل حلول 2030، وفي سِياق وَبَاء، وَوَهَنٍ في الوفاءِ بالالتزامات، يُعْقَدُ مؤتمرُ الأطراف 26 تحت شعار "الفرصة الأخيرة" عنواناً على تَحَدٍّ تُواجِهُهُ الإنسانيةُ كافةً دون استثناء، فإما تعبئةٌ وتَسَانُد، وتحكُّمٌ  في تزايدِ ارتفاع حرارة الأرض، بكل تداعياته وتبعاته، وإما غَرقٌ وانقراض، وهلاكٌ وفَناء.

والتعبئةُ خيارٌ لا مَحِيدَ عنه، تستقطبُ الجميع، الحاكمَ والمحكوم، الصغيرَ والكبير، تنزلُ عمودياً، وتمتدُّ أفقياً، فتُلزِمُ الأفرادَ والجماعاتِ والدول، بِجعْلِ هاجس التغيراتِ المناخية في الاعتبار الأول، مما يبْعثُ على استحضاره في بَرْمجةِ الميزانيات، وتَعدادِ مُبادراتِ الحدِّ من الانبعاثات، والحفاظِ على الغابات، وتخليف ما ضاع منها، وترشيدِ استعمال المياه، ومعالجتِها وتحْلِيَتِها، وتعميمِ إحلال الطاقةِ المتجدِّدةِ مَحَلَّ الأُحْفُورية، والاقتصادِ في الإنفاقِ والاستهلاك، وتثمينٍ المُخَلَّفات، واستثمارِ الذكاء الإنساني في حماية المجال، وتأهيلِ الإنسان، وفي مكافحةِ كل أشكال الْمَيْزِ والصراع، وتعميمِ التكافلِ والإخاء، ونَشْرِ ألويةِ السلام.

بالجِدٍّ في التعبئة نُنقذُ المناخ، وبالتواكُلِ والإرجاءِ نَحُثُّ الخُطى نحو الفناء.