adsense

2021/01/04 - 9:30 م

أكد دوري غولد، مدير وزارة الخارجية السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، أن محاولات إيران توسيع نفوذها في شمال إفريقيا، تعد أحد الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.

وأضاف، أنه بعدما اتضح أن الإيرانيين كانوا يستخدمون سفارتهم في الجزائر كقناة لجبهة البوليساريو وقرار هذه الأخيرة العمل مع طهران، أصدرت الولايات المتحدة إعلانا للاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، مششرا إلى أنه "كان من المهم للغاية إرسال رسالة إلى لاعبين آخرين أيضا".

وزاد دوري غولد، الذي كان يتحدث إلى صحيفة (إسرائيل هيوم) قائلا: إن "التحديات الأمنية التي يواجهها المغرب والمغاربة تنبع أولا من المستعمرة الإسبانية السابقة في الصحراء، مع عصابة مدعومة من الجزائر، ولكن أيضا من إيران التي تسعى إلى التموقع بالمنطقة".

وأشار مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق، إلى أن المخاطر في هذا الصراع كبيرة، إذ تسعى جبهة "البوليساريو" المدعومة من النظام الإيراني، إلى تقويض وحدة أراضي المغرب نفسه.

وذكر السيد غولد أن المغرب كشف في عام 2018 عن وثائق إيرانية، تؤكد ضلوع طهران في تسليح وتدريب "البوليساريو" عن طريق حزب الله اللبناني، كما ثبت أن إيران توفر صواريخ من صنف (SAM-9) و (SAM-11) للانفصاليين، مضيفا أن المغرب جمد علاقاته الدبلوماسية مع إيران، خاصة عندما تبين أن التعاون مع "البوليساريو" كان يتم بغطاء من السفارة الإيرانية في الجزائر العاصمة.

وأضاف، أن "الإيرانيين قادوا أيضا محاولات لتحويل الأفارقة من المذهب السني إلى المذهب الشيعي، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات بين طهران وعدد كبير من البلدان ذات المذهب السني".

وتابع غولد، أن هذه الأحداث أعطت سلسلة من الدروس بالنسبة للغرب، ومن ضمنها أنه من الجلي أن جبهة "البوليساريو" بعيدة عن أن تكون حركة تحرر تستحق الدعم العالمي، بعدما برزت كمنظمة سعت إلى ربط نفسها بالشبكة الإرهابية التي أنشأتها إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال وغرب أفريقيا، معتبرا قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، "قرارا منطقيا تماما".

من جهته، علق هشام معتضد، الأكاديمي والمحلل السياسي، قائلا إنه "لا يمكن ربط دعم إيران للبوليساريو باعتراف الإدارة الأميركية بالصحراء المغربية، فهناك مسار سياسي مركب وتصور تاريخي كامل ومسؤول للإدارة الأميركية تجاه قضية الصحراء المغربية".

وشدد على "وجود حسابات جيوستراتيجية وتطورات أمنية في المنطقة، ساهمت في التعجيل بإصدار الموقف الأميركي، خاصة تلك المرتبطة بتنامي دعم الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، كاشفا مخططات إيرانية داعمة لقيادات في جبهة البوليساريو.

وأوضح معتضد في تصريح لـ"العرب"، أن "الإدارة الأميركية اتخذت هذه البادرة لتفعيل انخراطها الكامل، وترجمة خطاباتها السياسية ورؤيتها الدبلوماسية إلى موقف واضح ومسؤول أمام المنتظم الدولي، لدعم المقترحات المغربية في تدبير ملف هذا النزاع الإقليمي، في إطار السيادة الشرعية للمغرب على أقاليمه الجنوبية".

هذا، ويعتقد مراقبون أن ربط الإدارة الأميركية البوليساريو بالإرهاب سيعقد اعتمادها على الدعم الجزائري، ويقلص بشكل كبير داعمي الانفصاليين شرقا وجنوبا، مشيرين إلى أن العلاقة بين المملكة المغربية وواشنطن في عهد الإدارة القادمة ستعرف المزيد من التطور والدعم المتبادل في عدد من القضايا المشتركة منها التطرف والإرهاب.