adsense

2020/01/24 - 12:49 ص

بقلم الأستاذة امال السقاط الضخامة
      لا يختلف اثنان عن ما تمثله الصناعة التقليدية من رقي حضاري متميز،وثراء تراثي بارز،وبوح حكايا زخاريف بحقب  تعاقبت،وقصص تحف عصور توالت،وانأمل مغربية أثقنت وابدعت صناعة بتاريخ فايز،يجسد بالحدس النابض الخفق  والرامز،وبسلطان إبداع مخترق منساب بجلال متجاوز،موفق يسبح بعوالم الفنون والابداع الحايز،على الألباب والقلوب وللخوالج والكنه هو  مستفز.
       إن الصناعة التقليدية المغربية ،وخاصة الخزفية منها.،رافقت الإنسان منذ القدم  فتطورت بتطوره،كما أنها ابتكرت طرقا جديدة ،وأساليب صناعية استجابت من خلالها بتفاعله مع علوم الهندسة والعمران،لتنتج تحفا جميلة وراقية.
        كل هذا وغيره،إن دل على شيء فإنما يدل على مدى تفاعل    حضارات أمم كانت قد مرت من هنا فتاثرت  واثرت، وأخذت ثم أعطت. ،مما جعل الصانع  المغربي يتفنن  و يبدع و بمهارة  عالية، صناعة يدوية ، وبكل  فطنة و روية، مع حسن اثقان،وذكاء ذوق متوج ببيان هندسة،وانتقاء ألوان تبهج،بحكمة وكياسة،فروت إبداعاته الأسطورية تلك، عطش  ونهم كل عاشق  وله متيم بالفن العربي المغربي المتجذر الاصيل،مزودا  بسخاء كل باحث مستنطق تحف التاريخ الجليل،مخبرا كل مستكشف  باحث ينقب  عن أسرار حضارات وتلوناتها القزحية، ،محدثا تطوراتها الفسيفسائية الزاهية البهية عبر العصور،متلمسا منتعشا بنسمات حقول وبساتين مميزاتها الطيبة المباركة،الاريجة الزكية من خلال حقب متباينة خفية وجلية.
      ولن أخاف الحقيقة  اذا قلت،إن المغرب الحبيب يأتي في مقدمة جل  البلدان من حيث جمال الصناعةالقليدية واثقانها،ومهارة أنامل الصانع المغربي وجودة كفاءته.،وما ذلك  إلا دليل أخر على ما قلناه سابقا،حيث تعاقب  حضارات أمم وشعوب عليه، من هنا  و هناك نظرا لموقعه الجغرافي الاستراتيجي  المتميز،و ذلك منذ الفتوحات الإسلامية.، حيث شخص و  بالملموس  دوره  التاريخي  و البطولي الطلائعي والبارز.،فاستفاد و افاد،وفكر وطور،ثم صنع و أنتج ثم ابدع،فكان  الصانع المغربي ،لامحالة هو  الابهى  والاقدر ولعصور على محاكاة الطبيعة بكل جمالها وسحرها،وابداع آياتها الجلل .،ليجسد هذه  المحاكاة  الخالدة  السرمدية  من  خلال  ابداعات  اسطورية بهية ،وانامل ذهبية زهية ، وزخاريف راقية  ثرية ، وابداعات حالمة  سابحة  محكية،تجسد بصدق احساس، ونبل اخلاص،ورقي أساس ،لكل حضارة إنسانية تصبو الوصول إلى الأرقى والانقى  والابقى ،بل إلى القمة والاوج
       ولكن،ألم يكن حدث بهذا الجمال العظيم،والرونق السليم والإبداع  الصناعي البياني الحكيم.،بحاجة إلى حملة  إعلامية اكبر،حتى يستفيد ويفيد  الأكثر والأوفر و الاغزر ،وحتى يعرف القريب والبعيد بتاريخ وتطور هذه الصناعة الفخارية بالمغرب الأكثر بهاء وجلالا وجمالا وبثراثه  المجيد؟.
    ألم يكن باستطاعة الهيئات  المنظمة ايضا ،أن تفتح  المجال حتى مع المؤسسات التر بوية التعليمية وأيام العطلة البينية بتنظيم ورشات مختلفة ،حتى يستفيد  التلاميذ  و  التلميذات كذلك ، من هذا الإبداع الخلاق  ولا سيما فن الجبص،والخزف،و الخشب، بل و أكثر من هذا وذاك فن الخط العر بي،فقد اذهلني  بالفعل خطاط بالمعرض وهو يبدع رسوماته منتشيا ،ويشكل مخطوطاته راويا قصصا  ساردا حكما بانامله الذهبية المباركة ،ما شاء الله.
        ماذا لو برمجت ورشات للخط العربي بهذه المناسبة ولو حتى مع فئة عمرية  معينة من التلاميذ والتلميذات .علها تحظى بالمتابعة وباسترسال بعدئذ.، أو علها تفوز بعشق حرف يفوح بالجمال ويبوح  بالجلال والحكمة  والكمال.
        فما أحوج ناشئتنا حقيقة، إلى التعرف على هذا الثراء الضخم البديع عامة، والخزفي الرفيع خاصة ،بل إنه ليبقى من أولى الأولويات للمساعدة على التربية المواطنة الناجعة ،وذلك بتقريب الناشئة من نتاجها الفكري والمعرفي  والعلمي والعرفي والسيميائي  والدلالي والتداولي  والثراتي والثقافي وكذا  المنطقي والهندسي،  والتاريخي بوعيه وعمقه،والحضاري بثقله وجلاله  وبهائه ، حتى تستوعب كل الاستيعاب،  وتدرك غاية الإدراك حقيقة الأمور عن كتب ،بالعقل الوازن الراجح فتعتز مفتخرة بهذا الغنى المتنوع وذا الثراء الرائع وكذا الإبداع  الممتع المتجلي في قدرة الصانع  المغربي الحر الاصيل المتميز بروح ثقافته الغنية والمحافظ دائما وابدأ على اصالته وهويته المغربية.