adsense

2020/01/26 - 9:09 م

بقلم عبد الحي الرايس
نَنْثُرُ بُذُورَ التفاؤلِ والْأمل، ونُقاومُ الْإِحباطَ والْيَأْس، ونرفعُ شعاراتِ التنمية، ونَنْشُدُ لها الاستدامة، ونلْتَمِسُ الغيثَ فتجودُ به السماء؛ ولكنَّ الربيعَ يأبَى أنْ يُزْهِرَ عندنا، وكأنَّ لسانَ حاله يقول: لَنْ تَنَالُوا الْإِزْهَارَ حَتَّى:
- يصيرَ الحاكمُ والمحكومُ أمام القانون سواء.
- وينالَ ابنُ الفقير والأجير والوزير نفسَ الحظِّ في التعليم.
- ويُحَقِّقَ كُلُّ فَرْدٍ ذاته، وينالَ حظَّهُ من التَّأْهِيلِ والتَّشْغيل.
- وتَنْتَقِلَ الْقِيَمُ الْمُتَوَارَثَةُ من الْحِفْظِ والترديد إلى الْمُمَارَسَةِ والتَّفْعِيل.
- وَتُسْنَدَ المسْؤوليةُ لِمُسْتَحِقِّهَا، الْمُؤَهَّلِ لَهَا، والْمُحَاسَبِ عليها، دون تَحَكُّمِ انْتِمَاءٍ وَلَا تَدَخُّلِ وَسِيط.
- وتتقاربَ الْهُوَّةُ بين المسؤولِ الكبير والْأَجِيرِ البسيط.
- وتَنْتَفِيَ الْفَوَارِقُ الصَّارِخَةُ في الْخِدْمَاتِ الْأَسَاسِيَّةِ بين مدينةٍ وأُخْرَى، وقَرْيَةٍ وجارتها، وسَهْلٍ وواحةٍ وجبل.
- وتَصِيرَ الْمُوَاطَنَةُ كَرَامَةً تُصَان، وَحُقُوقاً تُوَفَّر، قبل أنْ تكونَ واجباتٍ تُؤَدَّى، وَرُسُوماً تُسْتَخْلَص.
يَبْدُو الربيعُ عنيداً يُمْلِي شُرُوطاً كُلَّمَا مَنَّيْنَا النفسَ بِتَنْزِيلِهَا، تَرَاءتْ سَرَاباً بَعِيدَ الْمَنَال، وكُلَّمَا عَاتَبْنَاهُ على التَّبَاطُؤِ عنْدنا في الْإزْهَار، أجاب: انْظُرُوا كيف كان  الْإِزْهَارُ في العديدِ من الْأَمْصَار، إِنَّمَا الاِسْتِجَابَةُ تأتي على قَدْرِ هِمَمِ وعَزْمِ بُنَاةِ الْأَوْطَان.