adsense

2019/10/19 - 11:01 ص

بقلم عبد الحي الرايس
تندلعُ النيران في أحد البيوت بسبب شاحن هاتف، أو تماسٍّ، أو موقدِ غاز، فيتدافعُ الجيران للتصوير وكأنهم في فرجة، بعد أن كانوا بالأمس يهبون للنجدة.
سلوكٌ يُنبئ عن تحول الناس عندنا من مجتمع الرحمة إلى مجتمع الفرجة أو الفرصة
فبالأمس غير البعيد في حادث قطار بوقنادل تعرض المصابون للنهب والسرقة، ومثل ذلك كثيرا ما يتكرر عند انقلاب شاحنة محملة على الطريق، وفي بعض الحالات ياتي ذلك عن ترتيب واعتراض سبيل.
ظواهرُ تبعث على القلق، وتُنْذرُ بتفاقم  الخطر، وتطرحُ السؤال الكبير : إلى أين نحن بمجتمعنا نسير؟
الأمرُ لا يخصُّ معالجةَ حالة، ولا تدبيرَ مرْحلة.
وإنما يعكسُ صيْرورة مُجتمع انفرط عِقْده، ولم يَعُد وازعُ العقيدة يردعُه، ولا ناظمُ الأخلاق يُمْسِكُه.
وإذا كانت التغيراتُ المناخية حارقة جارفة، فالتغيراتُ المجتمعية مُدمِّرةٌ عاصفة .
وما لم نتفقَّدْ حال الأسر، ونسهر على تمكينها من أسباب الطمانينة والاستقرار، والمدرسة ومَدِّها بعناصر الإشعاع والعطاء، والإدارةِ وتحصينِها بالنزاهة والابتكار، والإعلامِ واعتمادِه في التنوير والإغراء بالبديل، فسنظل نتدنَّى في المراتب، ونَجني تبِعات تكريس الفردانيةِ واتساع الفوارق.
والقدْوة في المجتمع أساس، والممارسة المقرونة بالمحاسبة حَزْمٌ ومِراس، والعدلُ والتراحم وتكافؤ الفرص بين الجميع  نِبْراس.
وخيرُ المجتمعات من شخَّصتْ بصدقٍ واقعَها، واستبانتْ طريقَها، وتعبأت لمعالجةِ أدوائها وتصحيح مسارها.