adsense

2019/10/17 - 10:17 م


بقلم عبد الغني فرحتي
من نافلة القول التأكيد على كون الرياضة رافعة أساسية لتحقيق النماء وإتاحة الفرص أمام الأفراد والجماعات للتنافس وكسر جليد رتابة الحياة اليومية وضغوط العمل. غير أننا حين نتأمل الواقع الرياضي في بلادنا، لا يمكن إلا أن نسجل التراجع الكبير الذي يعرفه، ليس فقط على مستوى النتائج المحصلة ولكن على مستوى طرق تسييره البائدة وإسناد مسؤولية الإشراف عليه لشخصيات ضعيفة، لم تنجح إلا في التورط في فضائح، ستظل ماركة مسجلة بإسمهم (الكراطة والحفل الافتتاحي لكأس العالم للأندية بأكادير و"نظرية" التقواس على زياش ...).
  ما يقال بخصوص المجال الرياضي ببلادنا كثير، غير أننا سنركز على هذه التصريحات "الفتوحات" التي ما فتئت تصدر عن المدرب الحالي للأسود. وهي تصريحات يريد بها من الآن إخلاء مسؤوليته عن كل فشل محتمل للأسود. لقد صرح مرة بأن ما يتوفر عليه من اللاعبين لا يمنحنا أي حظ في التأهل إلى مونديال 2022، ومرة أخرى قال بأن اللاعب المحلي ضعيف بدنيا من الصعب أن يكون له حضور قوي على مستوى المنافسات الدولية. ألا يعي بأن مثل هذه التصاريح تحبط اللاعب المحلي؟ أهكذا يكون التحفيز على الاجتهاد والبدل من أجل انتزاع مكان ضمن المنتخب الوطني؟ ألا نلاحظ أحيانا المناداة على لاعبين مغاربة يلعبون بالخارج أقل مستوى من اللاعب المحلي؟
قبل سنوات، وخلال برنامج رياضي استضاف الإعلامي الرياضي الكبير الحسين الحياني، أشار هذه الأخير، وهو يعلق على مباريات النسخة الوحيدة من كأس إفريقيا التي فاز بها المغرب سنة 1976، أن أهداف الفريق المغربي كانت تسجل خلال الدقائق العشر الأخير من هذه المباريات. الأمر الذي يؤكد اللياقة البدنية القوية التي كانت تميز اللاعب المغربي المحلي. 
 ما أريده من خلال التذكير بهذا المعطى التاريخي هو أن الخلل يوجد في أمكنة أخرى. عربة الرياضة وكرة القدم خاصة، معطلة، وعوض تفكيك محركها والإصلاح الجذري له، يبادر المسؤولون، ككل مرة، إلى تغيير السائق.
   أموال هائلة تصرف وإمكانيات كبيرة تهدر. والنتيجة إحباطات متتالية " دقة تابعة دقة وشكون يحد الباس" كما أنشدت مجموعة الغيوان. لا بد من وضع حد لهذا العبث. لعل البداية ينبغي أن تنطلق من الأندية ودعمها في إقامة مراكز للتكوين تكون حقيقية وبالمواصفات المطلوبة. فكثيرة هي المواهب التي يحبل بها رحم هذا البلد، وعوض ضخ اعتمادات مالية كبيرة، تتجاوز إمكانيات الدولة في أجور وتعويضات الأطقم التقنية التي تشرف على المنتخبات الوطنية التي لم تفلح إلا في مراكمة الإقصاء ثم الإقصاء، ينبغي رصد هذه الإمكانات في تقوية بنية مراكز التكوين باعتبارها مشتلا لاستنبات المواهب، وما أكثرها، والعمل على تأطيرها وتوجيهها نحو تحقيق أهداف تكون محددة في المكان والزمان.
  أليس من صفاء الذمة أن يستقيل الناخب الوطني وينتظر إلى حين أن تتحسن اللياقة البدنية للاعب المحلي؟ ومع ذلك، نكرر الخلل، كل الخلل في المركبة لا في السائق.