adsense

2019/10/13 - 11:27 ص

بقلم عبد الحي الرايس
تقريبُ الإدارة من المواطنين، والارتقاءُ بها لتكون في مستوى خدمتهم، وتلبية طلباتهم، رِهانٌ يسعى كل بلد إلى ربحه، فهو معيارُ نمائه، وعُربونُ تقدمه .
والإدارة في بلدنا استطابتْ طويلاً أن يكون المواطن في خدمتها ـ بزبونية ومحسوبية ـ قبل أن تتحررَ الإرادة لتطويرها وتأهيلها.
وصِرْتَ اليوم تقصدُ الإدارة فيروقُك تحديثُها، وانفتاحُ مكاتبها، وتَعْدادُ شبابيكها، وترقيمُ المتوافدين عليها، مما يُشِيعُ الطمانينة في النفوس، ويُشْعرُ بمساواةٍ تتأكد، وعدالةٍ تتحقق.
وهكذا أضحت الإدارة تُنافس ذاتها في تسريع الخدمة، تؤمها فتُستقبَلُ بالابتسامة، وتُقْضَى لك الحاجة، فلا تملكُ غير الإشادة بالطفرة، والتنويهِ بالخدمة.
غير أن مقولة (لكل شيء إذا ما تم نقصان) تابى إلا إن تؤكد حضورها في إدارةٍ يُفترَضُ فيها أن تكون سبَّاقةً إلى تأمين السلامة، وتيسير الخدمة، فإذا بكَ تُفاجَأ وأنت في إطارٍ بَهِيّ، ظاهرُهُ تنظيم، وبيدك منه ترقيم، أن عليك أن تنتظر، ويطولَ بك الانتظار، لأن هناك تمريراتٍ لتسريع خدمة الوجهاء والأعيان، فيتأكدُ لك أن تطويرَ الإدارة ـ ما لم يَصْحبْه تحريرُ الإرادة ـ سيظل مطلباً عسيرَ المنال، وشعاراً مُفرغاً من محتواه.
ولو أن كلَّ إدارةٍ وَضَعتْ ببابها صندوقاً لإبداء الرأي في خِدْماتها، وتفاعلتْ بإيجاب مع ما يرد عليها من إشادة بالمحاسن، وتنبيه إلى المآخذ، وما قد يُسهِمُ في رفع مستوى أدائها من آراء ونصائح، لعرفنا الإدارة الرائدة، التي تُصِرُّ دَوْماً على تشغيلِ الإرادةِ المُصحِّحةِ البانية.