adsense

2019/10/23 - 10:57 ص

بقلم عبد الحي الرايس
الذين يُجْمِعُ القومُ على تزكيتهم وتعْميدِهم فيُحمِّلونهم المسؤولية، ويصيرون أمناءَ عليها، يستشعرون جسامتها، فيتجردون عن الذات والأهواء، ويزهدون في المكاسب والأطماع، ويصيرون أسارى الثقة التي حظوا بها، والأمانة التي طُوِّقوا بها، يستمدون منها العون والعزم، فتُملي عليهم المبادرة والقرار، وتُعَلمُهم الحزم والمضاء.
والْمُعَمَّدُون مُباركون في ديانة، أو مُختارون في مجتمع للاضطلاع بمسؤولية والوفاء لرسالة
هؤلاء متى وُجدوا سكنهم هوى البلاد والصالح العام، استحضروا الموضوع وتناسوا الذات، وصارت أعمالهم شهادات عليهم ترفع قدرهم وتعزز الثقة بهم.
فإذا رأسوا دولة رفعوا شأنها ووحدوا شعبها وعمموا الخير والنماء في ربوعها
وإذا أسندت إليهم مسؤولية صححوا مسارها، وعددوا مبادراتها، وأشاعوا النزاهة والعدل في تعاملها وتدبيرها.
هم أهلٌ لأن يكونوا مثالاً وقدوة، ولو أنهم في الواقع يُشكلون القلة والنُّدرة، ولكنهم يظلون رموزا خالدة ومنارات هادية.
ولن ينصلح الحالُ في العديد من المراتب والمواقع إلا بتوظيف الحدس وبعد النظر في اختيار المؤهلين ليصيروا مُعَمَّدِين تنعقدُ عليهم الآمالُ في إحداث كل تطور وتغيير.
نُقط ضوء متى تعددت وأنارت بدَّدَتْ دياجير الظلام، حققت الأحلام وأجهزت على الأوهام.
ومجتمع يطمح إلى التماسك والارتقاء حَرِيٌّ به أن يكون سيد القرار حين تدق ساعة الاختيار.