adsense

2019/10/27 - 5:50 م


بقلم عبد الحي الرايس
  
مَنْحىً إيجابي يَسْتلهمُ الفطرة، ويلتمسُ الحكمة، ينشُد الصلاح، ويتغيَّى الإصلاح، ويرْتقي مدارج العبقرية والعطاء
ومنحى سلبي يَتمحْور حول الأنا، لا يعترف بما سواها، يقتنصُ الفرصة، يُراكمُ الثروة، ويهوي إلى أسفل درجات المكر والدهاء.
وشتان بين التوجُّهيْن :
تَوَجُّه يُحقق الذات، ويُسخرها في خدمة العلم، وتثبيت القيم، وتعزيز الثقة، والارتقاء بالمجال، والسمو بالإنسان.
وتوجه يطاوع الأهواء، ويوظف كل ما أوتي من مكر وحيلة في تبديد الثقة، وتدمير الأخلاق، وإشباع الأطماع.
والأمثلة على ذلك عديدة ، والمفارقات صارخة، تتجلى في سلوكات الأفراد، وأحوال الأمم :
ـ فمن باحث يستهْويه البحثُ والابتكار، ينصرف إليهما، ولا يبالي ما سواهما، فيستشعرُ الاغتناءَ كلما وُفِّق إلى كشفٍ أو اختراع.، ومُنتجٍ أو تاجرٍ يَصْدُقُ الله في السر والعلن، يسعى للكسب الحلال، ويقْرِنُه بإيفاء الحقوق، وفعلِ الخير بلا حدود.
إلى مُتعالِم أو مُنتج أو تاجر يتخذ الغش مطية للإثراء والوصول ، ولو كلفه ذلك ألف حيلة، وألف يمين وشهادةِ زُور.
ـ ومن بلدٍ يُحدِّدُ اختيارَه، ويَستبينُ طريقه، فيمضي فيه بلا هوادة، وينتزعُ السبق والريادة.
إلى بلدٍ يُراوحُ مكانه، يجترُّأخطاءه، ويأبى إلا أن يُسْلِمَ للقائمين عليه قِيَادَه، فيسيرُ من عثرة إلى كَبْوة، ولا تُجدي عنده صيحةٌ ولا صرخة.
وطريقُ الحق مُستنيرٌ لاَحِب، وسبيلُ الرشاد بَيِّنٌ واضح، وكلُّ التفافٍ أو تمويه، ينكشف زيفُه في زمنٍ وجيز، وبعد امتحانٍ يسير.
وبين العبقرية والدهاء مسافة ُما بين اللاَّنهايتيْن في عالم الرياضيات.
فلْيعتبرْ أُولو الألباب، ولْيذكُروا أن الذكاء إعمالٌ للفكر، وهِبَةٌ من الخالق الديان
يُسَخَّرُ في الخيْر فيُنتج العبقرية ويُحقق النماء، ويُوظَّفُ في الشر فيكون عنواناً على المكر والدهاء، ولا يُخلِّفُ غير ضياع الثقة، وتكريس الشتاتِ والدمار.