adsense

2019/10/15 - 12:15 ص


بقلم : ع . بوشطارت
العثماني رئيس الحكومة ابن مدينة تافروات، يتصارع مع أخنوش وزير الفلاحة من تافراوت هو أيضا، بسبب استوزار أمكراز من السيحل ضواحي تيزنيت. وهو مجال يمكن اجماله في تسميته الأصلية وهي جزولة/ تاكيزولت. مهد دولة المرابطين والسعديين والسملاليين وحركة أحمد الهيبة.
واذا اعتبرنا أن حزب الإسلاميين يقوده أيضا جزولي آخر، لا يقل أهمية عن الامين العام، وهو جامع معتصم من آيت براييم الذي يشغل منصب المستشار الخاص لرئيس الحكومة. وهو شبه تعويض للمرحوم عبدالله باها، ابن ايفران الاطلس الصغير، وهي ايضا مثل ايت براييم، عمق جزولة.
هل يمكن اعتبار صراع هذه الاقطاب السوسية، صدفة أو تلهية للوقت أو صراعا لابد له أن يكون في هذه المرحلة؟
هل لابد أن يتصارع أخنوش مع العثماني وأن يتصارع شبيبة اخنوش في سوس مع امكراز ؟
إذا قمنا بتوسيع الرؤية، فأخنوش يمثل القطب المالي والتجاري القوي الذي يجر معه كل الطيف السوسي من رجال المال والاعمال الكبار....وهو قطب مهم ينتشر في كل مناطق المغرب وبلدان العالم كما هو معروف فرجال ونساء سوس اصبحوا يحتكرون العديد من المشاريع الاستثمارية الكبرى في التجارة والصناعة والخدمات.....الخ.
والعثماني يمثل القطب الديني، وخاصة منه المسيس والدعوي المنظم، وهو ابن أسرة علمية وابن فقيه وبالتالي يمكن اعتباره يمثل الجانب الديني الذي يعرف به سوس بشكل كبير من خلال انتشار المدارس العتيقة في كل بوادي سوس وكثرة العلماء والفقهاء والطلبة...ورمزيا سوس احتكر هذه الميزة منذ ان أطلق عليها المختار السوسي شعار سوس العالمة.
ومنه يمكن أن نتسائل لماذا يتخاصم هاذان القطبان المهمان في سوس وفي جزولة بالخصوص؟ لماذا يتصارع قطب المال مع قطب الدين في جزولة....؟
هل هي صدف السياسة ؟
هذه بعض الأسئلة التي يجب استحضارها لفهم المشهد العام.
ابن خلدون يقول ان الأمازيغ لا تنجح لهم العصبية لبناء الدولة، إلا إذا اقترنت بالدعوة...