adsense

2023/02/04 - 10:45 ص

بقلم حورية اقريمع

....وعن بكرة أبيها اتجهت زينب  قاصدة منزل صديقتها أمل -كانت أمل طالبة بكلية الحقوق - طرقت الباب طرقا خفيفا فجاءها صوت من الداخل : أنا آتية ..فتح الباب فارتمت زينب على أمل وشرعت في البكاء حتى جفت مقلتاها...احتضنتها أمل وأدخلتها غرفتها بعدما أخبرت والدتها بمجيئها  وطلبت منها ألا يزعجهما أحد...

لا تريد أن تتذكر التفاصيل لكن ملامح وجهها تشي بمأساتها...سألتها أمل أولا عن حالها وحال أسرتها فانفجرت باكية وعرضت عليها مأساتها والضغوط التي تتعرض لها هي وأسرتها من قبل الشيخ...

.....فوجئت أمل بالخبر تململت في جلستها...اعتصرها الألم فحوقلت في سرها بعدها أردفت قائلة: أعلني قبولك الزواج من الشيخ لكن وفق شرط أساسي أن يكون الزواج موثقا من قبل عدلين وأن يكون ممهورا بموافقة قاضي الأسرة..

علمت زينب من صديقتها أمل أن القانون منذ العام 2003لم يعد يسمح بتعدد الزوجات إلا بعد إخطار الزوجة الأولى بيد أن للشيخ عبد الله ثلاث نساء ويريد أن يتخذ زينب زوجة رابعة...رأت أمل أن طرح ذلك الشرط ربما يثني الشيخ عما يريد ويكبح جماح نزوته تلك!!

رفعت زينب رأسها نحو السماء مغالبة الغصة التي تأخذ بخناقها والدموع التي توشك أن تهطل أمطارا وطوفانا من مقلتيها وأبلغت والدها بالخبر وأبدت رغبتها في مقابلة الشيخ بمنزل الأسرة ...ومن فوره أسرع عمي علي إلى المسجد ونقل البشارة إلى الشيخ عبد الله...

سمعت زينب آذان الفجر يتصاعد رويدا رويدا تملكها العجب حين أدركت أنها لم تغف طوال الليل...وكيف لمثلها أن تغفو وهي على موعد مع قدرها المحتوم !

تزينت وتعطرت وتعمدت أن ترتدي ما يشي بملامح من مفاتنها...وبعد صلاة الظهر جاء الشيخ عبد الله وأحد أتباعه يحمل في يديه ديكين سمينين وقفة من الخضر والفواكه ناولها لزوجة عمي علي ودلف إلى غرفة الضيوف...

هم الشيخ بالسلام على زينب لكنها تحاشته واتخذت مكانا لها في زاوية مقابلة له....

.يتبع ...