adsense

2021/10/15 - 12:14 م

خلفت إقالة مدير إذاعة قسنطينة “سيرتا” المحلية (450 كيلومتر شرق الجزائر)، مراد بوكرزازة، ومقدمة برامج “أغاني الزمن الجميل” على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام ردود أفعال متباينة، إزاء إقدام محمد بغالي المدير العام للإذاعة الجزائرية على إنهاء مهامهما، مع إحالة كل من مخرج الحصة والتقني العامل على الحصة على المجلس التأديبي، وذلك على خلفية بث مقطع قصير من أغنية للفنانة اللبنانية فيروز، اتضح أن الأمر يتعلق بأغنية “عيد الليل” عن ميلاد المسيح.

وحسب مصادر إعلامية، فإن الحصة التي تم بثها، يوم السبت الماضي، كانت محل تحقيق إداري أفضى إلى تلك القرارات، والتي مست المدير، وهو كاتب وصحافي يعمل في إذاعة قسنطينة منذ أكثر 30 سنة، وعين على رأس الإذاعة شهر أبريل 2020، بالإضافة إلى المذيعة، وهي متقاعدة بنفس المؤسسة، وأصبحت تعمل بعقد عمل بعد ذلك.

وأضافت المصادر، أن التحقيق لا يزال ساريا لتحديد ملابسات الموضوع، وأنه تم تعيين مسؤولة بقسم الأخبار مديرة بالنيابة للإذاعة، إلى حين تعيين مدير جديد.

وقد أثار الموضوع جدلا حول ماذا إذا كان بث أغنية لفيروز سببا حقيقيا لإقالة المدير، خاصة والفنانة اللبنانية معروفة بأنها مسيحية، مثلها مثل عدد آخر من الفنانات والفنانين اللبنانيين والعرب.

وقد ذهب جزء من المعلقين على مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام  إلى اعتبار بث الأغنية ترويجا للمسيحية، في المقابل اعتبر آخرون أن الأمر يتعلق على الأرجح بخطأ غير مقصود، وأنه إذا أثير الموضوع من هذه الزاوية فإن هناك تناقض، حيث أن القناة الثالثة في الإذاعة الجزائرية والناطقة بالفرنسية تبث كل يوم أحد، من كنيسة الجزائر الصلوات المسيحية الخاصة بالجالية المسيحية في الجزائر، كما تبث الصلوات في الأعياد المسيحية.

ودافع كثير من الكتاب والمثقفين وعبروا عن تضامنهم مع مراد بوكرزازة ، مدير إذاعة قسنطينة المقال، الذي له خبرة إذاعية تفوق 30 عاما، ويعتبر من أهم الأصوات الإذاعية والأدبية في الجزائر. واستغرب معلقون أن تتم إقالته من مدير عام  لم يكن له أي خبرة إذاعية، وتم تعيينه في منصبه فقط بقرار سياسي.

وكتبت فضيلة الفاروق الكاتبة الجزائرية المقيمة في بيروت، ومقدمة البرامج السابقة في إذاعة قسنطينة، على صفحتها على “فيسبوك”، عن الموضوع مخاطبة وزير الإعلام الجزائري:

كان يجب ان يكون هذا العهد بالنسبة للإعلام الجزائري الأفضل على الإطلاق، كون "وزيرنا" بروفيسور خريج جامعة باريس 5_ ديكارت، وهو زميل مهنة كونه أيضا مارس مهنة الصحافة، لكن في الجزائر تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وقد يتساوى شخص بوزن عمار بلحيمر الاكاديمي الفذ بأي شخص آخر من النماذج التي يعج بها مشهدنا الإعلامي والإجتماعي.

صراحة لم أصدق خبر إقالة الإعلامي والكاتب مراد بوكرزازة من منصبه لأن إحدى مذيعات إذاعة قسنطينة مررت اغنية "عيد الليل" للسيدة فيروز شعر الاخوة رحباني،  اغنية تحتفي بمولد المسيح عليه السلام، 

القرار اتخذه المدير العام للإذاعة الجزائرية، وطبعا هو لا يعرف ان اغاني اخرى تمرر عبر أثيرنا مثل أغنية وينك يا يسوع لماجدة الرومي، ولا احد اقيل بسببها، ماجدة الرومي نفسها رايحة جاية للجزائر مكرمة معززة رغم مسيحتها، هي نجوى كرم، أليسا، نانسي عجرم ....والحبل ع الجرار.

ما الذي حدث إذن؟

هل نقبل مثلا ان تغني فيروز عن مكة، وعن القدس، ولكن ممنوع ان تغني عن المسيح؟

لا ادري، ما القوانين الداخلية للإذاعة الوطنية في الجزائر، وما قوانين الإعلام عندنا، هل نحن إعلام حر، لا يحرض على الكراهية ورفض الآخر، ام ان قانوننا من بقايا افكار علي بلحاج واتباعه؟

كنت اعتقد ان زمن التسعينات انتهى، وولى إلى الأبد، واننا خرجنا من سجن الخوف الذي دمرنا على مدى عشرية كاملة، لكن على ما يبدو نحن لا نزال في النفق نفسه.

بروفيسور بلحيمر، أخاطبك انت دون غيرك كمعلم وأكاديمي وأسألك ما هي الرسالة التي ارسلناها للعالم ونحن نقيل مراد بوكرزازة من منصبه بسبب اغنية؟

مع ملاحظة ان مراد ارتبط اسمه بقسنطينة واصبح رمزا من رموزها، وهو إن شئت الصوت الجميل الوحيد الذي يسمع اليوم في إذاعتنا، واكثر شخص معطاء، ومبتكر، ومؤثر  إيجابيا في المشهد الثقافي ليس فقط على مستوى قسنطينة بل على مستوى الشرق، وهو واحد من اهم كتاب وإذاعيي الجزائر.

سيدي الكريم:

كنت من بين فريق إذاعة قسنطينة ذات يوم، واعرف ان التقارير ترفع جزافا بشأن من يتألقون، ولأسباب تافهة مثل هذا السبب، واعرف ان ما قد يراه مدير الإذاعة العام قرارا صارما لحماية أذن "المستهلك" من الفساد يعتبر فضيحة على المستوى العالمي، كون الأصوات النشاز التي تبهرنا بها إذاعتنا لا تؤذي مسامعنا ولا مشاعرنا...

على زمن الرداءة ان ينتهي في عهدك سيدي، وعلينا ان نلمس عن قرب ثمار علمك ولب افكارك النيرة، أما ان نبقى نتخبط في مستنقع العشرية السوداء فهذه محنة، محنة كبيرة سيدي ...

انا فضيلة الفاروق سيدي اعيش في لبنان منذ ربع قرن، ولم اصبح لبنانية، واسمع فيروز يوميا ولا يزال انتمائي للجزائر قويا، بدايتي كانت في إذاعة قسنطينة وجريدة النصر، ولا زلت وفية لهما، لرقي مستواهما وتفردهما في المشهد الثقافي الجزائري،

اقول قولي هذا دون أية مجاملة ولا خوف،  لاني متأكدة اني اخاطب الأكاديمي الإعلامي الحر،  إذ يصعب ان اوجه خطابي لشخص آخر أرهبته اغنية قصيرة من عشرة ابيات،  ولعله نسي انه من أركان الإيمان في الإسلام الإيمان بكل الأنبياء والرسل.

غير ذلك انا متأكدة ميتين ف المية ان المذيعة لا تعرف معنى كلمة يسوع، وتمريرها للأغنية كان من باب انها للسيدة فيروز . فيروز غنيت بكة التي كتبها سعيد عقل المسيحي أيضا ...

هل هناك أمل أن تأخذ رسالتي بعين الإعتبار ؟ ام انني مواطنة بلا صوت؟