adsense

2021/10/22 - 12:25 م


يرتقب أن ينظر مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل في نزاع الصحراء المغربية، للمصادقة على قرار جديد سيكون انطلاقة لعمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في النزاع، ستيفان دي ميستورا، وكذلك محددا لنوعية التحرك.

وستكون مهمة دي ميستورا صعبة للغاية بحكم قرارات استباقية أعلنتها كل من الجزائر وجبهة البوليساريو بشأن مضمون وشكل المفاوضات المقبلة مع المغرب.

وحسب "القدس العربي"، فإنه بعد شغور المنصب لمدة سنتين منذ تقديم المبعوث السابق الألماني هورست كوهلر استقالته، يأتي مبعوث جديد وهو من أطر وخبراء الأمم المتحدة، والذي عمل مبعوثا ووسيطا في نزاعات سابقة مثل اليمن وسوريا. ويجد نفسه الآن في مواجهة أقدم الملفات التي تعالجها الأمم المتحدة، وهو ملف نزاع الصحراء الذي يعود إلى أكثر من نصف قرن، وفشل فيه وسطاء كبار مثل وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر.

ويجد دي ميستورا نفسه أمام تحديات لاسيما بعدما قدم الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش بداية أكتوبر الجاري صورة قاتمة عن مستقبل نزاع الصحراء، بعدما عادت جبهة البوليساريو إلى السلاح السنة الماضية وخرقت اتفاقية الهدنة التي جرى التوقيع عليها في 1991.

ويتجلى التحدي الأول في قرار الجزائر الانسحاب من طاولة المفاوضات التي تحضرها كدولة معنية بالنزاع. 

وجاء ذلك في تصريحات للمبعوث الجزائري الخاص بالصحراء والمغرب العربي عمار بلاني. وكان المغرب يعتبر حضور الجزائر، وفق تصريحات السفير المغربي في الأمم المتحدة عمر هلال، دليلا قويا على أن الجزائر طرف رئيسي في النزاع، وليس فقط جبهة البوليساريو. 

ويتجلى التحدي الثاني في قرار البوليساريو عدم وقف المناوشات الحربية، والتأكيد على مناقشة تاريخ لإجراء استفتاء تقرير المصير، بل وتصر على عدم ربط المفاوضات بوقف إطلاق النار، كما جاء في تصريحات للأمين العام للجبهة، إبراهيم غالي.

ولم يصدر المغرب تصريحات حول التطورات الأخيرة، ولكنه يلمح إلى ضرورة حضور كل الأطراف المعنية وخاصة الجزائر التي يعتبرها الطرف الرئيسي، علاوة على تأكيده على الحكم الذاتي تحت سيادته كحل رئيسي للنزاع.

وأمام هذه المستجدات، هناك تساؤل حول طريقة إدارة دي ميستورا للمفاوضات المقبلة، خاصة وأن المشاركة الجماعية قد فشلت طيلة العشرين عاما الأخيرة.

وتفيد مصادر أممية لـ"القدس العربي"، أن "المبعوث الجديد سينتظر نوعية القرار المقبل لمجلس الأمن حول الصحراء هل سيكون كلاسيكيا أم سيأتي بجديد، وعلى ضوئه  سيبدأ نشاطه بزيارة الأطراف المعنية والعواصم الكبرى لبلورة أجندة عمل مختلفة عن سابقيه".