adsense

2021/10/15 - 11:24 م

لا يرقى النقل الحضري بمدينة فاس، إلى المستوى الذي يطمح إليه كل من يستعمل هذه الوسيلة في تنقلاته، بعد أن اتضح الفشل الواضح للشركة البديلة للوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس، عن ضمان خدمات كمية ونوعية تحترم الجودة والآدمية، وغياب رؤية واضحة للتسيير، وعدم مسايرة سرعة التعمير التي شهدها المحيط الحضري الممتد لمدينة فاس، فبرزت سلبيات كثيرة وكبيرة سواء على مستوى الإنتاج أوعلى مستوى تسيير الشبكة وفق ما تمليه الخريطة الجديدة للمناطق المعمرة، وكذا حركية السكان اليومية.

فقد حافظت شركة النقل "سيتي باص" منذ دخولها المدينة على نفس أسطول الوكالة المستقلة للنقل الحضري وعلى نفس الخطوط؛ بل وقلصتها

وكانت هذه الشركة تعول على بعض الحافلات الصغيرة، التي جلبتها من أجل حل المشكل، لكنها لم تف بالغرض المطلوب، فظهرت مشاكل أخرى كطول مدة التنقل والانتظار بالمحطات، لأن امتلاء الحافلات الصغرى يتم بسرعة قصوى ولايستوعب العدد المطلوب من المسافرين.

وربما من المشاكل العويصة أن "سيتي باص", تعتمد  على مستخدمين جلهم بدون خبرة، سمحت لهم الممارسة الميدانية من اكتساب تجربة محدودة لكن غير مؤطرة، ما كان يعرف بالجباة، لم يعد لهم وجود في مفكرة الشركة،  أما فيما يخص السائقين، فلا يتمتع أغلبهم بالخبرة الضرورية في هذا الميدان، وهي تمثل الشريحة التي سبق لها العمل لحساب الشركات العمومية للنقل أو في ميدان نقل البضائع. باستثناء عدد قليل من الشباب.

لا يمكن الحديث عن شبكة النقل الحضري بدون إثارة نوعية العربات المستعملة التي تشكل جوهر التقلبات. فأصبحت حظيرة الحافلات تتألف من حافلات صغيرة لا تفي بالغرض المطلوب من حيث الطاقة الإستيعابية، وربما يتمثل السبب الرئيس في الإعتماد عليها هو السعر المنخفض لهذه الحافلات الصغيرة، والحافلات الكبيرة الموروثة عن الوكالة المستقلة للنقل الحضري، وهي للإشارة كان يجب التخلص منها منذ زمن طويل، لأنها أصبحت تليق لكل شيء إلا أن تستعمل لنقل الآدميين.

كل هذا لم يثن مسؤولي الشركة وفي غفلة عن الجهة الوصية والسلطات المحلية، التي وجهت اهتمامها في المدة الأخيرة للاستحقاقات، عن إقرار زيادة أخرى في ثمن بطائق الإشتراك بالنسبة للتلاميذ والطلبة، أدى إلى توجيه انتقادات لاذعة على تطبيق هذه الزيادة في ظرفية غير ملائمة، اجتماعيا وصحيا.

ونحن نعتقد أن الجهات الوصية يجب أن تقوم بواجبها من أجل ضمان نقل يحفظ الكرامة ، حتى لا يظل النقل الحضري بعيدا عن التطلعات، وأن يرقى إلى المستوى المطلوب.  

لهذا وجب الإطلاع عن قرب على عمل شركة النقل "سيتي باص"، ومحاولة إبراز منطق وطريقة تسييرها لفهم هذا الوضع المقلق.