adsense

2020/12/23 - 12:18 م

أشارت مديرة مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية –مدى، الدكتورة حياة الدرعي، في كلمة افتتاحية للندوة المنظمة من طرف المركز والمكتبة الوسائطية لمؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين حول موضوع "المدينة أمام تفشي ظاهرتي الانحراف والجريمة، إلى أن مقاربة الظاهرتين بعيون الباحثين والمهتمين أصبح ضرورة ملحة وأكيدة، خصوصا أننا أمام مؤشرات كثيرة تدل على منعطف خطير لم تعد المقاربة الأمنية وحدها كافية للتعاطي مع الإشكالات التي تطرحها الظاهرتين.

وقد تميز اللقاء الرقمي ، المنظم نهاية الأسبوع المنصرم (السبت 19 دجنبر 2020 على الساعة الثامنة ليلا)، بمداخلتين رئيستين، الأولى للباحث في سوسيولوجيا الإجرام، الدكتور عادل بلعمري، الذي عرض في مداخلته مداخل لفهم ظاهرة الإجرام بالمدن الكبرى بالمغرب، وقد عرج في حديثه على أهمية الدراسات التي تناولت الموضوع ودورها في إدخال تعديلات على قوانين المسطرة الجنائية، مشيرا إلى تعريف "الانحراف" وارتباطه بالجريمة وعلاقتهما بنسق القيم والمعايير الاجتماعية.

تحدث الدكتور بلعمري في مداخلته أيضا عن العوامل الكامنة وراء بروز سلوكات تتجه نحو الانحراف، ومن بينها ارتفاع منسوب الأنانية وظهور اختلالات مجتمعية وتحولات جذرية مست البنية الاجتماعية، بالإضافة إلى الدينامية المجتمعية الحديثة في ظل ظاهرة العولمة، واصفا هذه التحولات بالانحباس القيمي داخل المجتمع المغربي، والمرتبط أساسا بالمدن الكبرى والمتوسطة والهوامش، وما يرتبط بها من مشاكل لها علاقة بالانفجار الديمغرافي وتعاطي المخدرات وتراجع دور الأسرة والمدرسة ووسائل الاعلام في إنجاز المهام المنوطة بها، بالإضافة إلى عجز الأفراد في المساهمة الاقتصادية وتفشي الفقر والبطالة.

وقد ركزت المداخلة الثانية في هذا اللقاء؛ والتي تقدم بها الأستاذ زهير عدوي رئيس مكتب التكوين والبحث في التثقيف بالنظير ، على التدابير الوقائية للتخفيف والحد من الظاهرتين، حيث عرض مجموعة من المقاربات للحد من الجريمة والعنف لدي الشباب والشابات، مشيرا إلى أن  مقاربة الثتقيف بالنظير أقل تكلفة مقارنة بالتدخلات الوقائية  الأخرى باعتبارها آلية سهلة و ذات مردوية فعالة للتخفيف من ظاهرتي الانحراف والجريمة، وقد عمل المتدخل أيضا على  عرض تجربة مكتب التكوين والبحث في التثقيف بالنظير و بين أهمية تجاربها الناجحة في هذا المجال.

وقد اختتمت الندوة الرقمية بفتح نقاش مع مجموعة من المتدخلين  وقراءة تعليقات المشاهدين والمتفاعلين مع مجريات اللقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي،  والتي دعت معظمها إلى ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية للتخفيف والحد من هذه الظاهرة.