adsense

2019/01/13 - 12:12 ص

بقلم ميلودة الصافي
لازلت أذكر القصة التي حدثت مع الإمام الشافعي، حينما استحيى أن يمد ساقيه أمام رجل غريب أتى سائلا إياه تعريف الصوم، وعندما تكلم الغريب معه علم الإمام أنه مجنون، بقوله ماذا إن لم تغرب الشمس؟ حين أخبره الإمام أن الصيام يمتد من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.أنذاك علمت أن المخاوف، أو التخوفات هي رسالة وهمية، نبعثها لعقلنا الباطن فتصبح حقيقة بيننا وبين ذواتنا.فنصير مثل طائر تريد أن ترمي له حبوب القمح وهو يفر بعيدا عنك، ربما لأن حريته أغلى من لقمة العيش تلك، يفضل الجوع على أن يصبح مستعبدا عكس البشر، ربما يقبلون بالعبودية لسد رمق عيشهم. نسووا أن الحرية أثمن شيء بالحياة، فهم يرتادون حتى السجون من أجل المال.ولايستطيعون أن يسجنووا مخاوفهم؛ كي لاترتاد قلوبهم، وكي لاتتملك عقولهم .أضحينا نتخوف من بعضنا البعض، بدل أن نتخوف من قسوة الحياة، وبدل أن نساعد بعضنا البعض أصبحنا نساعد الدنيا، من أجل القضاء على بعضنا البعض.
لماذا تركنا خبث العالم يجعل منا آلات تلقائية وميكانيكية، لاتقبل الاستثناء ؟، لماذا أصبحنا نسلك طريقا واحدا وقد تشعبت الطرق؟، لماذا لانكون مثل الطفل الصغير إن أهديته سكاكر لن يظن أن المقابل قبلة على خذه؟، لماذا أصبح التلاعب بعواطف البشر أسهل من نسج خيوط الصوف؟.