adsense

2016/10/06 - 3:43 م



بقلم الأستاذ حميد طولست


إذا كان تطاول بعض إعلاميي البلدان العربية على المغرب ، مسلسلا قديما وطويلا ، وإتجاها شاذا عرفناه لدى بعض شواذ مرتزقة الاعلام المصري ،الذين حشى لله ان يمتوابصلة للإعلام لا من قريب او بعيد ، والذين يعانون من "عقدة المغرب" التي تقض مضاجعهم وتؤرق لياليهم ، ويدفع بهم الحقد الدفين في أعماقهم ، إلى إتهام المغرب والمغاربة بالشعوذة والدعارة والشذوذ ، ظنا منهم أنهم بذلك يمكن أن ينالوا من رفعة مكانته وسمو منزلته بين البلدان ،  فماذا يمكن إذن أن نسمي ما صدر عن أحد أبناء مصر الذي ليس كالمصرين - لأني أعرف مصر العزيزة و المصريين من اطيب و اعز الناس – السيد "مرتضى منصور" رئيس نادي الزمالك المصري لكرة القدم، الذي كنت أظنه شخصا شريفا نبيلا صادقا خلوقا ورياضيا متزنا يتقاسم هموم فريقه ويعمل بكل جد و إخلاص على تغير ظروفه ، لكن "طلع مش ولابد" كما يقول المصريون في من ينشر الحقد والدغينة ويخلق الفتن بين الأشقاء.
نعم لقد إستغربت شديد الاستغراب من الإتهامات المتخلفة والخطيرة التي وجهها السيد "مبتلى مقهور" لفريق الوداد، بعد أن لم يستسغ ، على ما يبدو ، الهزيمة القاسية التي تلقاها فريقه أمام الوداد البيضاوي قبل أيام بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، حيث ألقى باللائمة على الوداد وحمله أسباب الهزيمة النكراء التي ألحقها بفريقه ، متهما إياه في تصريح لإحدى الفضائيات المصرية بلجوء الوداد إلى أعمال "السحر والشعودة" ، تلك الاتهامات التي رغم أن منصور استخدمها للتغطية هزيمته أو تبريرها ، أو للتملص من تحمل مسؤولية تبعات  قصوره في التسيير ، ورميها في ملعب الغير ، كما تعود أن يفعل كلما ضاع عليه تحقيق هدف ما ، فتحجج بادعاءات من هذه النوعية الشاذة المتخلفة ، حيث إنه سبق أن إتهم فرقا مصرية بالاستعانة بالسحر والسحرة للفوز على فريقه .
ورغم أنها إدعاءات شكلت مادة للسخرية في كل من مصر والمغرب وباقي العالم ، إلا أنها تبقى اتهامات خطيرة جدا، لا يجب السكوت عنها ، وإلا سيبقى المغرب في دائرة الإتهام ، ولكن ومع كل ذلك فلن أرد على تلك التصريحات غير المحسوبة بما تستحق ، لأنني مغربي أصيل ، ونحن المغاربة لا نحب تأجيج الحقد ، ونشر الفرقة بين المغاربة والمصريين ، وهم إخوة ، ونستحي من الرد على البذاءات ، وندعو دائما لمن أساء لنا بالهداية ، لكنه لا بأس من تذكير السيد مقهور ، أنه اذا كان يريد خداع الجمهور المصري - والذي ما أظنه جمهورا غر ينخدع بسهولة لترهات ألآعيبه المتخلفة  دون أن يفطن بها- وتخديره بمثل تلك السلوك المستهجن ، فله ذلك ، لكن "يلعب فباب دارو" أي ليس على حساب المغاربة وسمعتهم "الألماز" كما يقال في مصر، ولا بأس كذلك من تحذيره ، مجرد تحذير أخوي ، من الإستهانة بالمغاربة والتطاول عليهم ، فهم قادرون على أن يجعلوه يندم على تجاسره على عرينهم ، ويقول عندئذ ياليتني كنت ترابا قبل أن اتجرأ على المغاربة .
ولابد من أن أسر للسيد منصور وأقول له، والله إنك "يا مقهور" لعلى حق في كل ما إتهمتنا به أنت وشردمة أشباه الصحفيين ومرتزقتهم من أعمال السحر ، نعم أقر أمام الله وأمام القراء بإن المغرب والمغاربة جميعم سحرة -لكنهم ليسوا مشعودين ولا دجالين – سحرة ، سحروا ولازلوا يسحرون ، و سيظلوا يسحرون كل من حولهم من العالمين بما حبى الخالق سبحانه بلادهم من سحر وروعة ، نعم إن كل ما في مغربنا ساحر ويسحر يا "مسحور "عفوا يا "مقهور" عفوا "يا منصور المهزوم ، كل شيء عندنا يسحر الناس بسحر بريء و حلال لا ضرر فيه ولا ضرار ، سحر يشفي ولا يمرض ، سحر يفرح ولا يقرح ، سحر يبهج ولا يحزن ، سحر يعمر ولا يخرب ، نعم يا مقهور، إنه سحر رباني مكن الله المملكة المغربية منه ، لتسحر العالم شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا ، لتسحرهم جميعهم بتواضع ملكها وتلاحمه بشعبه ، وتسحرهم بسحر طبيعتها النادرة ، وكثبان رمالها الذهبية ، وخيولها الأصيلة ، ولذائذ طواجينها الشهية، وتسحرهم بسحر ثقافتها العريقة وعلم نسائها الغزير ، وريادة مفكريها أبي شعيب الدكاليي ، اخناتة بنت بكار ، المختار السوسي ، محمد عابد الجابري ، و مهدي المنجرة ...، وتسحرهم بتألق أدبائها خناتة بنونة ، محمد شكريي ، محمد زفزاف ، والطاهر بنجلون...، وتسحرهم بفنها الراقي وطربها العربي والأمازيغي ؛
فكيف بعد كل هذا وغيره كثير، لا يكون المغرب ساحرا ، وكل المغاربة سحرة ، وكيف لا يسحر الوداد فريقك -الذي نحترم كل لاعبيه المتميزين- بتقنية لاعبيه العالية ، ويسجل عليه خماسية مبهرة ، إنه سحر الوطنية التي لا يرضى المتشبع بها الضيم ويرد الصاع صاعين بكل أدب وتأدب .
فإنتبه يا السي منصور ، فالمغرب "بزاف عليك " كما نقول في دارجتنا المغربية ، وعليك بتحسين ألفاظك إذا فكرت في التحدث عن المغرب والمغاربة ، و"شلل فمك بالعسل و لا شدو لا يدخلك منو الذبان" الذي هو كل ما يستحقه منا  "اللي دور علينا" ، أي الذي يبدأنا بالسوء من الببغاوات البليدة المسخرة ، العديمة الضمير ، وقليلة الأخلق ، وسلامي إلى أحبائنا وإخواننا المصريين الشرفاء ، ولا سلام على أنذالهم.