التحول الفجائي الذي عرفته جماعة أولاد الطيب، وعلى الخصوص موقع الجماعة، خلق للمجلس متاعب وإشكالات، يتطلب حلها جهدا كبيرا ووقتا أطول و صبرا من قبل الساكنة، تحول كبير يتطلب مواكبة على مستوى البنيات التحتية وتوفير المرافق الاجتماعية الضرورية، حتى يكون للجماعة موطأ قدم قوي داخل الحظيرة الجديدة، فبعدما كانت المنطقة عبارة عن دواوير من المنازل الطينية ذات الطابع القروي، تحولت في ظرف وجيز إلى مدينة بكل المواصفات، حيث عرفت نموا ديموغرافيا سريعا، أكده أخر إحصاء للسكان، حيث انتقل العدد من19144سنة 2004، إلى24594سنة 2014، كما عرفت امتدادا عمرانيا على كل الأطراف الأفقي والعمودي، فتح شهية المنعشين العقاريين و أصحاب رؤوس الأموال، للاستثمار بالمنطقة لما تتميز به من خصوصيات، تتناسب وطموحاتهم نحو الربح، غذاها الانفتاح الذي حققته الجماعة على فاس، من خلال الورش الكبير الذي انطلق مؤخرا على الطريق الرئيسية رقم 8، والمتمثل في ربط فاس بالطريق السيار عبر الطريق المزدوج المار من أولاد الطيب، حيث أعطى للمنطقة طابعها الحضري الآني، ووسع من إمكانيات تقدمها.
التطور السريع لأولاد الطيب، لم يواكبه تحسن وارتفاع قيمة مداخيل الجماعة، والتنمية تحتاج بالأساس إلى موارد مالية قصد انجاز المشاريع التي تحتاج إليه الساكنة، ومع ذلك فالمجلس الجماعي برئاسة رشيد الفايق يعمل من أجل خلق موارد جديدة وإضافية، لتسهيل عمل المجلس وتعطيه الطاقة الكافية لمواجهات التحديات التي يفرضها التقدم، ويعمل الآن بإمكانياته المتواضعة على وضع اللبنات الأساسية، لفك العزلة على الجماعة وإعطاء الانطلاقة للمشاريع التنموية الكبرى، عبر وضع قطار التنمية في المسار الصحيح.
مداخيل الجماعة من الضرائب المحلية و السوق الأسبوعي ضعيفة، ونصيبها من الضريبة على القيمة المضافة لا يرقى الى مستوى النمو المضطرد الذي تعرفه أولاد الطيب، لذلك فالمجلس الجماعي يسعى إلى إعادة هيكلة الجماعة، وخلق تصميم تهيئة طموح، وفتح المجال أمام الاستثمارات، وإعداد حي صناعي ليكون رافعة الاستثمار و التنمية وخلق فرص الشغل، رغم أن الجماعة اقتطع منها 500 هكتار لفائدة جماعة فاس في عهد العمدة السابق، وما استنزفه هذا الملف من مجهودات وأموال.
إجراءات تؤكد مصادر الجريدة، من أن المجلس الجماعي رفع التحدي من أجل انجازها ليكون في مستوى طموح وثقة من وضعوا فيه ثقتهم، حيث أفرزت انتخابات الرابع من شتنبر مجلسا جماعيا منسجما بالإجماع، يتكون من 27 عضوا كلهم من حزب التجمع الوطني للأحرار، مما يعكس الثقة الكبيرة التي وضعها سكان جماعة أولاد الطيب في هذا الحزب.
وتجدر الإشارة، إلى أن جماعة أولاد الطيب تمتد على سبعة ألاف هكتار من الأراضي الفلاحية الخصبة بهضبة سايس جنوب فاس، تضم عدة دواوير كالحشالفة و الجريفات و الكواز، ويتشكل سكانها من عدة فخذات، منها أولاد دحو و أولاد يوسف و أولاد الخضر وغيرهم، وتضم ثالث أكبر مطار في المنطقة وهو مطار فاس سايس.