adsense

2015/01/28 - 10:31 م

nasrallah-jihad66

حزب الله تبنى الهجوم الساحق الذي استهدف رتل من الدبابات والعربات المدرعة في منطقة مزارع شبعا المحتلة الذي اسفر عن مقتل 16 ضابطا وجنديا اسرائيليا الامر الذي قد يؤدي الى رد اسرائيلي قوي على هذه الصفعة المؤلمة.

انتقام الحزب لشهدائه الذين سقطوا في مدينة القنيطرة في قصف لطائرات اسرائيلية جاء فوريا ودون انتظار المكان والزمان الملائمين، مثلما قال بعض خصومه في محاولاتهم الدائمة للتشكيك من منطلقات يغلب عليها الطابع غير الوطني والمتواطيء مع الاحتلال الاسرائيلي.

ولم يكن من قبيل الصدفة ان يؤكد الحزب في بيانه الرسمي الذي يتبنى فيه هذا الهجوم ان المجموعة التي نفذت هذه العملية حملت اسم “مجموعة شهداء القنيطرة الابرار” في تأكيد على الطابع الانتقامي لهذا الهجوم.

المصادر العسكرية الاسرائيلية تحدثت عن اصابة بعض الجنود في محاولة من جانبها للتقليل من حجم الخسائر، ولكن التجارب علمتنا ان حزب الله لا يكذب، ويختار بعناية فائقة كلمات بياناته.

من الواضح ان التخطيط لهذا الهجوم بدأ مبكرا، وجاء التنفيذ سريعا، ولا نستغرب ان الاعلان عن كلمة يلقيها السيد حسن نصر الله غدا الخميس كان الهدف منه ان يخرج زعيم حزب الله الى الناس ليحتفل معهم بالرد ويسرد لهم كل المعلومات المتعلقة به، لا ان يستغل المناسبة لتكرار التهديدات بالانتقام، تماما مثلما اعلن عن اطلاق المقاومة صواريخ بحرية على بارجة حربية اسرائيلية كانت ترابط في المياه اللبنانية في اللحظة التي كان يلقي خطابه على الهواء مباشرة اثناء حرب تموز (يوليو) عام 2006.

بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي هدد وتوعد، قال ان الجيش مستعد للرد بقوة، وقال “انصح كل من يريد ان يتحدانا ان ينظر الى ما جرى في قطاع غزة حيث واجهت حركة “حماس″ اكبر ضربة وجهت اليها منذ تأسيسها”.

تهديدات نتنياهو جوفاء تكشف عن شخصية مهزوزة ومهزومة في الوقت نفسه، فعدوانه على قطاع غزة الذي استمر 51 يوما واجه صمود الابطال، ولم تستطع دباباته التقدم بوصة واحدة داخل القطاع، وفشل العدوان في تحقيق اي اهداف، بما في ذلك كسر صمود المقاومة واجبارها على الاستسلام والتخلي عن سلاحها.

حزب الله اكثر قوة من “حماس″ بعشرات المرات، فهو يملك اكثر من مئة الف صاروخ من مختلف الابعاد والاحجام آخرها صاروخ الفاتح الايراني الصنع الذي يزيد مداه عن 200 كيلومتر ويمكن ان يصل الى ابعد نقطة جنوب فلسطين المحتلة، ولذلك فإن الدرس الذي سيلقاه نتنياهو هذه المرة سيكون اكثر قسوة وايلاما من نظيره الذي تلقاه ايهود اولمرت اثناء عدوان تموز عام 2006.

جبهتا الجنوب اللبناني والجولان تستعدان لمواجة عدوان اسرائيلي شامل، ولا نبالغ اذا قلنا ان حزب الله وحلفاءه في ايران وسورية لن يفاجأهم هذا العدوان في حال حدوثه لانهم ارادوه وسعوا اليه، ولكن كان الحال غير عندما ردوا بهذه السرعة بمثل هذا الهجوم الموجع الذي كسر انف نتنياهو وحطم كبرياء المؤسسة العسكرية الاسرائيلية.

اغلاق مطاري حيفة وروش بيدنا في شمال فلسطين المحتلة هو احد عناوين الرعب الاسرائيلي، وربما في اطار الاستعداد لحرب موسعه، ولكن اذا اشعل نتنياهو فتيل هذه الحرب فإنه سيعرض كل متر مربع في فلسطين المحتلة الى قصف صاروخي لا تنفع معه كل القبب الحديدية.

لا نستغرب ان تتوغل قوات حزب الله في الجليل، وان يفاجيء مقاتلوه الاسرائيليين بالخروج اليهم من تحت الارض عبر انفاق حفروها تحتهم وهم نيام على سرير الطمأنينة الناجمة عن تقديرات مخادعة عن عدم استعداد حزب الله للرد لانشغاله في الحرب السورية، وعدم رغبته او قدرته على فتح جبهة قتال ثانية مع الاسرائيليين.

مستقبل نتنياهو السياسي يقترب من نهايته وبطريقة مهينة، وحالة الاسترخاء التي عاشها الاسرائيليون لسنوات بسبب استسلام السلطة الفلسطينية في رام الله وتنسيقها امنيا لحماية المستوطنين توشك على الاقتراب من نهايتها، وربما لن يجد الاسرائيليون الذين يريدون الفرار الى اوروبا وامريكا طلبا للامان وهربا من الحرب مطارا يطيرون منه، فإذا كانت صواريخ حركة “حماس″ البدائية اغلقت مطار اللد فكيف سيكون حاله، اي المطار، اذا هطلت صواريخ حزب الله المتطورة جدا عليه كالمطر؟

اسرائيل ارادت هذه الحرب عندما قصفت سيارات حزب الله في القنيطرة مما ادى الى سقوط 12 شهيدا، ستة من حزب الله وستة من ايران، بينهم جنرال، وعليها ان تتحمل نتائج غرورها وغطرستها، فقد ولى الزمن الذي كانت تقتل وتدمر دون ان تواجه برد انتقامي موجع، وباتت مقولة الرد في المكان والزمان المناسبين من مخلفات الماضي.