adsense

2021/11/12 - 9:49 ص

تجتمع قرابة العشرين دولة في فرنسا اليوم الجمعة 12 نوفمبر 2021، للدفع من أجل إجراء انتخابات في ليبيا بحلول نهاية سنة 2021، وإقرار جهود لإخراج القوات الأجنبية من البلاد بالرغم من التشاحن السياسي المتنامي الذي يهدد بإفشال عملية سلام المستمرة منذ عام؛ إلا أن جدلاً يدور في وسائل الإعلام وعلى صعيد المتتبعين حول نية فرنسا من عقد هذا المؤتمر وخاصة مع كونها حليفاً قوياً سابقاً للواء المتقاعد خليفة حفتر.

الاستعدادات للمؤتمر الدولي توالت وبشكل متسارع، وفي الوقت الذي اعتذرت فيه بعض الشخصيات عن المشاركة وخفضت تمثيلها، تعتزم دول المشاركة بتمثيل عالي المستوى، أولها أمريكا التي ستمثلها نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، فضلاً عن ألمانيا التي ستمثلها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أما موسكو فقد أعلنت أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هو من سيمثل بلاده في المؤتمر.

وعلى صعيد الدول العربية، فوصل الرئيس الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مقر إقامته في فرنسا للمشاركة في مؤتمر باريس. وقال المتحدث الرسمي باسمه إنه يعتزم التركيز خلال أعمال المؤتمر على تكاتف المجتمع الدولي لمساندة ليبيا خلال المنعطف الذي وصفه بالتاريخي الهام الذي تمر به حالياً، خاصةً من خلال إجراء الاستحقاق الانتخابي المنتظر في موعده المحدد في شهر دجنبر المقبل، وكذلك خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية .

كما توجّهت رئيسة الحكومة التونسية، نجلاء بودن، إلى العاصمة الفرنسية باريس، الأربعاء، للمشاركة في المؤتمر، وأعلن وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، مرافقته بودن التي ستلقي كلمة تونس في المؤتمر، كما ستعقد لقاءات مع القادة الحاضرين للمؤتمر. وتشارك في رئاسة المؤتمر فرنسا وألمانيا وإيطاليا والأمم المتحدة وليبيا، حيث توجَّه رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، الأربعاء، إلى باريس للمشاركة في المؤتمر الدولي بشأن ليبيا، المزمع عقده الجمعة، معلناً أنه سيسعى إلى حشد دعم دولي لخطة إخراج المرتزقة من ليبيا.

ومن على متن الطائرة المتجهة إلى باريس، قالت ‏‏‏المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي، نجوى وهيبة، إن المنفي يرأس وفد ليبيا الذي يضم رئيسي اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 موضحة أن المنفي سيؤكد خلال المؤتمر على ضرورة إيفاء كل الأطراف بتعهداتها لضمان استكمال العملية السياسية الليبية بنجاح، وضرورة التزام الأطراف الدولية بتعهداتها لإنجاح خطة ليبيا بإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية.

وقالت فرنسا في وقت سابق إن هذا المؤتمر يهدف إلى المصادقة على خطة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا، وتوفير الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات المقررة في دجنبر المقبل، حسب ما أكده وزير الخارجية الفرنسي خلال كلمته التي ألقاها سابقاً في مؤتمر دعم الاستقرار .

إلا أن التحضير للمؤتمر سادته أجواء من التوتر والخلافات غير المعلنة حيث تداولتها وسائل الإعلام بكثرة، أولها كانت حول مشاركة إسرائيل التي تحدث عنها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي لن يشارك كممثل عن بلاده في المؤتمر، إلا أن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الليبية، محمد حمودة، نفى ذلك بشدة موضحاً أن ليبيا لن تحضر “إذا ما أرادت دولة الاحتلال الإسرائيلي المشاركة”، وأشارت وسائل الإعلام، نقلاً عن كلمة لاردوغان، أنه رفض المشاركة ليس بسبب احتمال تواجد إسرائيل فقط، بل أيضاً لعزم اليونان المشاركة .

كما أن وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أعلن مشاركة بلاده في مؤتمر باريس حول ليبيا، لكنه نوه إلى أن الظروف ليست مواتية لمشاركة رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون، في المؤتمر وفق وكالة الأنباء الرسمية، وهو ما يشير إلى الخلافات بين البلدين.

حيث قال إن الظروف ليست كافية لمشاركة تبون شخصياً في هذا المؤتمر رغم التزامه بدور الجزائر الفعال إلى جانب الليبيين، والدفع بالقضية الليبية إلى الحل السلمي والديمقراطي المنشود، وجاء تصريح العمامرة رغم تصريح للرئاسة الفرنسية الثلاثاء والذي قالت فيه إن الرئيس إيمانويل ماكرون يحترم كثيراً الأمة الجزائرية وتاريخها وسيادة الجزائر، وإنه أبدى أسفه للجدل وسوء التفاهم الذي ساد مع الجزائر في الفترة الأخيرة، متمنياً مشاركة الرئيس عبدالمجيد تبون في مؤتمر ليبيا الذي سيعقد يوم الجمعة في باريس.

وعلى صعيد التصريحات التي سبقت المؤتمر، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في أن تساعد القرارات التي سيتبناها مؤتمر باريس حول ليبيا في التغلب على تداعيات أزمة ليبيا وإعادتها إلى مسار التطور التدريجي لصالح كل الليبيين.

وأكدت الناطقة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، مشاركة وزير الخارجية سيرغي لافروف في المؤتمر؛ مشيرة إلى أن مهمة المؤتمر هي حشد جهود إضافية من المجتمع الدولي لتسهيل عملية التسوية الليبية، وفق قولها.

فيما أكدت نائبة وزير الخارجية الإيطالي، مارينا سيريني، أن مؤتمر باريس حول ليبيا الذي سينعقد اليوم الجمعة يهدف للتأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها والبدء بإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.

وأضافت، وفقاً لوكالة نوفا، أن القمة ستعقد تحت رئاسة إيطالية ألمانية فرنسية مشتركة للتأكيد على دعم المسار الانتخابي والحاجة لحل ليبي-ليبي شامل للأزمة الليبية، مشددة على أن الاستقرار في شمال إفريقيا ضروري لضمان استقرار البحر المتوسط.

ويعتبر هذا المؤتمر فرصة لإنهاء عدم الاستقرار والحرب المستمرين منذ عشر سنوات تقريبا عقب الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011 وأطاحت بمعمر القذافي واجتذبت منذ ذلك الحين قوى إقليمية في تهديد للاستقرار على نطاق أوسع في منطقة البحر المتوسط.

ويشار إلى أنه تم تحديد 24 دجنبر موعدا مستهدفا لانتخابات ليبيا عبر خارطة طريق، تدعمها الأمم المتحدة العام الماضي شكلت أيضا حكومة وحدة مؤقتة لتولي السلطة من إدارتين متنافستين في الشرق والغرب متحاربتين منذ سنوات.