adsense

2017/08/21 - 1:02 ص



بقلم الأستاذ علي أبو رابعة

ما هذا العبث، واللغط ؟..ما هذه الترهات ،والخزعبلات يا سادة؟!. .أصبح الجو السياسي طافحا ،مفعما بحملات الكراهية، والأصوات العاوية المزمجرة، التى قد تدفع الفرد لفقدان سمعه ! ،أصبح الجو السياسي ذا رائحة عفنة جيفية .
إنها إزدواجية التفكير ،والتعبير ؛من أجل التبرير لمصلحة خاصة ،بأى وسلية كانت، على طريقة نيكلو ميكافيلى الإيطالى فى العصر الميكافيلى النهضاوى .. حكم شعبه بالخداع ،والمكر ؛من أجل كسب شعبية كبيرة ؛ولبناء وطن عتيد متين ،يلتف من حوله؛ بل من أجل إشباع رغبة حب التملك لديه، التى كانت تسيطر على قلبه..ذلك الرجل يا سادة بإختصار ،كان عبدا لهذه العبارة" الغاية تبرر الوسيلة".
بل إنها السوفسطائية يا سادة ،التى دفعت الجو السياسى المصرى إلى هذه الحالة المضرية ..فكل شخص ،ينتمى لحزب من الأحزاب، أو إلى فكر من الأفكار، أو إلى حاكم من الحكام ،سرعان ما يطفق ،أو يشرع فى جلب ،وتحضير تبريرات ،سواء أكانت صحيحة أم خاطئة ؛من أجل التأييد؛أو من أجل شحذ وحشد القوم حول فكر او حزب أو حاكم !...فهذه العادة ترجع وتنسب إلى الآثينيين قديما فى بلاد اليونان !
فنحن اليوم نرجع بعقولنا إلى الوراء آلاف السنين ،والعقود ،والقرون ،ونريد أن نصبح أعظم بلد فى الكون . .بالعامى (بأمارة إيه ؟) .
فالديمقراطية اكتشفها الآثينيين القدمى حوالى ألف قبل الميلاد على يد كليثينس ..وحتى اليوم لم نستطيع تطبيقها ،حتى ما أنفسنا ،حتى داخل منازلنا ،حتى فى مجالسنا .
هذه أجواء صاخبة ،أجواء تدل على استخاطية أواستخاطوية التكفير ..كما يستخبط الطير بالوحل فلا يستطع الطائر التخلص من الوحل الذي استخبط فيه ..والحل للتخلص من هذا الإستخباط أن نفعل بقول الدكتور مصطفى محمود -رحمه الله -: "افتح نوافذ عقلك ؛للتخلص من الهواء الراكد، بهواء نظيف ،ينشط عقلك، ويدفعك إلى الفهم الصحيح".
حتى نكون على نور يا قوم ،فإن الجو السياسى حتى يكون صحيا ،وليس عصبيا مسقوما ،يجب أن يكون هناك معارضيين ..وليست المعارضة فى قول لا من أجل لا ..بل يجب على المعارضة أن تكون حاملة للبدائل التى هى صحيحة ،وصائبة .
دعونا من شيزوفرينا ،وازدواجية الفكر، والكلام ،والقرارات ..فلا إصلاح بالتمادى فى أخطاء الماضى و،التخبط فيها ..لا إصلاح بتدعيم فكرة الطبقية المجتمعية ..ولا إصلاح بترك العنان للفساد ،ثم الاتجاه الى السوفسطائية؛ لتأييد ذلك ..والإتجاه الى الازدواجية لإنكار ذلك ..بقول أننا راديكاليون ندحض ونقضى (eliminate) على الفساد ببؤره وكيانه ! ..وعندما يكشف أحدهم ذلك يتم إتهامه بالتخوين ،وشن ،وتدشين حملات ضارية ،تدعو إلى نشر الكراهية، والبغضاء ،والشحناء ،من أجل مصلحة خاصة .
فكلنا بشر ،وأعمالنا نسبية ،وليست مطلقة ..لأن العمل المطلق ما هو إلا عمل إلهى ..أما العمل النسبى ،ما هو إلا من خلق ،واصطناع البشر !..فلا تجعلوا الأفكار ،والحكماء ،والاحزاب ألهة علينا، فنحن لا نعبد إلا الله ..ولا نعبد ما تعبدون من أفكار خاطئة ناتجة عن استخباطكم الفكرى ! .
ويوما ما سيعلم الذين كفروا بحرية الرأى ،والتعبير بأى منقلب ينقلبون !