adsense

2017/08/17 - 1:43 م


بقلم على أبو رابعة

يوم أن جلست إلى مكتبى ..أردت أن أستكتب قلمى ،لكنى عجزت بعض العجز ،فسألنى القلم وقتئذ ..
-ماذا تريد أن تكتب ؟!
-شيئا من الطراز الفريد .
-فى أى منحى من مناحى الحياة تريد ؟!
-التاريخ الفانتازى مثلا !.
-ترهاتك وخزعبلاتك تقصد .!
وليكن ..!
راح قبطى بن كنانة إلى سيده رائد بن عسكر  - ذات حين - طالبا منه العتق قائلا : "سيدى ..أنا للحرية عطش !"
فوقعت هذه الكلمات على آذان سيده، كأنه سمعه يسبه ويلعنه ..فقال له بصوت مزمجر :" ماذا ؟! ..سأريك كيف تحادث وتحاور أسيادك أيها العبد الذليل النتن الأحمق ! " .
ثم أمسك رائد بن عسكر بسيفه ووضعه على النار حتى تحول لونه من الأبيض اللامع الألق إلى الأحمر الكالح ..ثم أمسك به واقترب من عبده وإمارات الغلظة والضيق تعلو وجهه ،ثم وضع بسيفه الساخن على صدر قبطى بن كنانة بدون إكتراث...ولم تؤلم ابن عسكر صيحات ابن كنانة ولم تهز له جفن ؛ لأنه يراه إنسانا آخرا مخلوقا من طينة أخرى، غير الطينة النقية البيضاء التى خلق منها  ابن عسكر  .
أسود وجه ابن كنانة ..وأخذ يردد بصوت عال أريد حريتى ..حرية حرية حرية حرية حرية  ..ويكأن هذه الكلمات طعام يقوى الجسد، ويبعث فى قوامه القوة .. فجأة ! وبدون سابق إنذار ..باده وفاجىء ابن كنان رائد بن عسكر بلكمة فى وجهه، ثم خطف السيف من يده، وأخذ يطعنه فى قلبه عدة طعنات وطعنات ..ولم يكتف بذلك وكفى ..بل سحبه إلى الحديقة وحفر قبرا له، ثم دفنه ..ثم عاد ،وجلس على عرشه .
عاد عسكر مع جنوده من ساحة التدريب ،ورأى العبد جالس على عرش ابنه ملك شرق البلاد ،قال ابن كنانة بصوت زاعق ناعق ،تشوبه الحماسة المفرطة :
" لقد قتلت الطاغوت ..لقد تمردت على ملككم ..لقد جلست على العرش ..إذن أنا الملك ،وانتم العبيد ،فلتركعوا الآن ."
خر الجمع راكعين ..إلا عسكر لأنه مصدوم كل الصدمة ..كان يفكر فى الثأر والنيل من ابن كنانة، لكن ابن كنانة انحاز له الجنود ،إذن هو الأقوى ،ثم قطع تفكير عسكر صيحة ابن كنانة آمرا الجنود أن إقطعوا رأس عسكر أمام فورا .
- وبعد ذلك المشهد المريب ،تساءل أحد الجنود :" من هذا الفتى ؟!"
-إنه قبطى بن كنانة الذى كان أبوه ملكا لشرق البلاد ،لكن  عسكر وجنوده إنقلبوا  على أبيه ،ثم قتلوه ، وأسترقوا عائلته كلها  ،بل وأسترقوا شعوب شرق البلاد كلها ،بعد أن كانوا ينعمون بالديمقراطية الآثينية ..والآن عاد الحق لصاحبه ..وسيعود الرخاء من جديد !..