adsense

2014/05/06 - 11:55 م

   أول ما يتبادر إلى ذهن الزائر لمدينة المنزل: هو الصورة النمطية المتوقفة التي تتميز بها، والمشهد الراكد الذي تتحلى به،فلا شيء تغير بتغير الزمن، وما تراه اليوم هو ما سيطالعك غدا، وبعد غد.. اللهم بعض المقاهي الصغيرة التي قد تضاف هنا أوهناك، وتخرج عن النسق العام للمشهد المألوف. 
   قد يكون للبعض من الناس رأي مخالف في الموضوع، وقد يرى ما لايراه غيره، بل وقد يجادلك بحدة كبيرة، وبخشونة وتعنت، معتزا برأيه، وقد يتمادى في التشدق بالمنجزات الخطيرة التي تشهدها البلدة، وبالنقلة النوعية التي عرفتها في الآونة الأخيرة... 
    غير أن المتبصر بالأمور، العالم بالخفايا، يدرك تماما أن إنجاح التدبير الاستراتيجي الساعي للرقي بالمجال الترابي حتى يصبح فضاءا لتجسيد التفكير الجماعي في تصريف قضايا الشأن العام في إطار من الإبداع والابتكار، لابد وأن يعتمد على منهجية علمية رصينة تعتمد على التشخيص الدقيق للإكراهات التي لازالت تضعف قدرة المجالس المنتخبة على القيام بدورها الرئيسي في صنع المستقبل التنموي الإقتصادي الترابي. وأيضا على إعطاء الأسبقية للأولويات الملحة، مع الاعتماد على بعض التجارب الناجحة التي عرفتها مدن وجهات مختلفة بالمملكة وخارجها... 
  لقد ظهر مؤخرا من يتساءل عن الجدوى من إقامة طريق معبدة وسط البساتين المجاورة للمدينة، في الوقت الذي تعاني فيه أغلب شوارع هذه الأخيرة من التهميش والإهمال.. فأين هي الحكمة في إقصاء فضاءات حيوية تعج بالحركة على حساب أخرى لا تعرف الحركة إلا نادرا جدا ؟

إن التساؤلات العميقة التي بدأت تطرح حول الطريق الإسمنتي المؤدية إلى منزل رئيس المجلس البلدي بضواحي المدينة، وخصوصا حول المعايير المعتمدة لإنشائها، والأولويات المعتبرة في ذلك، يجعلنا نتساءل باستغراب، أو بمعنى أدق بارتياب حول مسار التنمية المحلية ونوع الاستراتيجية المعتمدة في ذلك، وهل حقا يخضع لمقاربة شمولية أم أن الاعتبارات الشخصية، والمقاربة الفردية تطغى على تنزيل المخطط الجماعي المحلي، في غياب تام للحكامة الرشيدة خصوصا إذا علمنا الحالة التي تتخبط فيها جل أحياء المدينة وسط        أوحال الشتاء وغبار وأتربة الصيف في مشهد درامي متكرر!!