adsense

2022/09/24 - 12:59 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

الحياة في كل مجالاتها، حتى الرياضية منها ، مليئة بالمواقف الصعبة والحرجة التي تستلزم ممن يعيشونها اتخاذ المواقف الاحترازية التي تمكنهم من التعايش مع من حولهم دون الاضطرار للاحتكاك ببعضهم ، أو الدخول في مجادلات ومشاجرات أوخصامات لا طائل يرجى منها ، غير تظخيم وتعقيد المشاكل ، كتلك التي عاش الوداد الرياضي الفاسي الكثير من حروبها المفتعلة  التي لم تصب قط في مصلحة تحسين أحواله ،والتي مازالت مع الأسف نيران غضبها تلهب الأجواء بكثرة الشكاوى  من التجربة الجديدة  وتنوعها وتفرعها، وغموضها، وما تثيره من شكوك المتابعين للساحة الكروية في صدقيتها ومعقوليتها ، وتدفع بالكثير من المهتمين بها ، للإعتقاد بأنها شكاوى مزاجية يعمل الذين لا همّ لهم إلا الفتنة إلى توسيع رقعة الخلافات ونطاقاتها ، بغية تفتيت الحمة الرياضية التي تجمع الأطراف المشاركة في اللعبة ، وإثارة النزعات في أوساطها الكروية ، لاعبين ومسيرين وجمهور محبين وإعلامية ،لغايات في نفس يعقوب ، والتي لا يكاد يخلو أي نقاش من صخبها الشديد المؤثر في مجريات الأمور ، والمستحود على مجمل أحاديث المحللين المسؤولين الرياضيين والشارع الرياضي ، بدل البحث عن علاجات للأخطاء والتهورات الخفية والمزمنة التي  لم ينجُ  من الوقوع فيها ، بصورة أو بأخرى ، أي طرف ، التي تحول الجدال فيها من أخطاء في التسيير أو تقنية اللعب أو أساليب التشجيع ، إلى إتهامات خطيرة وصلت في بعضها للتخوين والتشكيك في الوطنية ، في الوقت الذي كان فيه على الجميع الحفاظ على المنضومة الرياضية الوافوية وتماسك وحدتها ، وتعزيز آليات التعايش السلمي بين كل مكوناتها ، وإجتماعها على كلمة سواء تُحدّدُ بموجبها كيفية الخروج بــ "الواف" من هذا الحالة الاكتئابية ، وإعادة بنائه والسير به نحو ما يستحق من رقي وازدهار يودع معهما ما عرفه من الهزائم والانكسارات ويتحول لحياة الانتصارات التي عاشها قديما.

وتأكدوا أن ذلك لن يحدث ما لم يضع من يقولون بحبه الواف ، فريقهم نصب أعينهم في كل تحركاتهم وتصرفاتهم، وما لم يصنعوا له بأيديهم نصرا حقيقيا ، نصرا يقضي علي كل المحسوبيات ، نصرا يحارب كل البيروقراطية، نصرا ينهي التمييز والمفاضلة في الشؤون التسيرية والتقنية المادية منها والمعنوية ، وأبعدها عن الصارعات الفاشلة الفاسدة ، إلى جانب التصدي لأولئك الذين لا يغريهم فيها إلا تصيد الأخطاء، وانتقاد الآخرين صباح مساء، والإساءة لمن حولهم بسبب أو دون سبب ، غير الرغبة في سرقة الأضواء ، أو أشياء أخرى.

فإذا كنا فعلا نسعى للخروج بوافنا منتصرا في هذه المرحلة الفاصلة ، والتي نتمى أن تكون مرحلة لحظية عابرة ، ولا تدوم طويلا.. ولن يكون ذلك الانتصار ما لم ونعمل بصادق على تنقية النفوس ، وتوفير النية الصادقة لعبور وتجاوز الأزمات ، ومواجهة الصراعات المفتعلة ، وما لم نتحاجج الأفكار بالأفكار ، ونتحاجج الحجج بالحجج،و الدليل بالدليل، بعيدا عن اصطياد أعراض الناس ،فالانتصارات غريزة إنسانية تسكن دواخلنا ، لكنها لا تتحقق إلا بالعزيمة.