adsense

2022/01/16 - 10:29 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

تمهيد: من لا يحب نفسة لن يحب غيره .

تأتي علي لحظات أراني فيها من الطيبين الصالحين الذين أحبهم الله ومنحهم سبحانه وتعالى العديد من الصفات المحمودة التي تحلى بها أنبياؤه وصحابتهم والمؤمنون المتقون  ، والتي أجد منها في نفسي ، على سبيل المثال لا الحصر، نقاء السريرة ، وطيبة النفس ، والصدق ; الأمانة وكتمان الأسرار وحسن الظن ، ومحبة الخير للغير و التسامح والصفح والتجاوز عن الإساءة،   ونسيان الأخطاء بلا عتاب أو اضمار للشر أو السوء ، وتقديم العون والمساعدة من دون طلب، وإدخال الفرح والسرور إلى القلوب ومواساة أصحابها ومسح دموعهم والحزن لحزنهم، وغير ذلك من الأخلاق الحسنة والصفات الحميدة، التي دعا إليها كتاب الله الكريم والسنة نبيه المطهّرة.

فإذا كنت أيها المحترم ترى أنني أتحلى ببعض من هذه الصفات ، فذاك من نبل أخلاقك وسمو تصرفاتك وأصالة عرقك ، أما إذا بدا لك غير ذلك ، فلاشك أن بعينيك قدى حجب عنك حقيقة الأمور، وتلزمك قطرات من مركبات "الكورتيزون" لأزالة الغشاوة عنها ، أو قطرات من "الجلوكوما" لتداوي ما تعانيه من غمش البصر الذي يمنع صفاء الرؤيا ، أما إذا كنت ممن يعتقدون أن الذي نسبته لنفسي من الصفات ، هو أنانية مني ، فلتسمح لي أن أؤكد لك أن معلومتك مصاب بضيق الأفق والبصيرة وليس بقصر النظر ، وأني من المفتخرين المسرورين بهذا النوع من الأنانية المستمدة وجودها من أرض الواقع الهاجعة في أعماق المشاعر الإنسانية ، الذي إذا ما عدنا بالذكرة إلى حقيقية أثرها على حياة كل إنسان ، لوجدنا ، وبكل بساطة  أن الحياة ليست إلا ممارسة مستمرة لهذا النوع من الأنانية المنبعث من حب الذات ، القيمة الروحية المحرضة على محبة الغير ، والتي يلخصها المثل الشائع القائل: " من لا يحب نفسه لا يستطيع ان يحب غيره  بشكل صادق" المثل الذي يجمع في انسجام مطلق بين الأمر ونقيضه ، "حب النفس وحب الغير" ، ويفنذ الاعتقاد الخاطئ القائل بأن من يحب نفسه هو شخص أناني ، ويبين بما لا يدع مجالا للشك ، بأنه شخص متوازن ، يثق بنفسه ويحبها ويحب من خلالها الحياة ولا يستصغرها ولا يحتقرها ولا يذلها ولا يكرهها ، فينعكس حبه ذاك للحياة على كل الذين من يشاركونه فيها ، الذين سيحبهم كنتيجة حتمية لحبه نفسه النابع من حبه للحياة .

وفي الختام أعتذر لمن أستفزته صراحتي ، وآدته قساوة فكرتي عن الآنانية ، والتي أدعوا الله أن يمنحني الشجاعة لأواجه ضعفي والقوة لأقوام نفسي حتى أبقى على نبراس محبي أنفسهم وغيرهم ، إنه مجيب الدعاء.