adsense

2022/01/31 - 10:05 ص

بقلم عبد الحي الرايس



فينقلها من مدينةٍ لِلْوُلوجياتِ بامتياز، إلى مدينة ٍتستعصي حتى على بعض المُشاة

بالأمس غيرِ البعيد كان المُقْعَدُ الكسيح يفترش غطاءً جلدياً ويتزحلق به مُتنقلاً بسهولة بين أزقة فاس ودُروبها، بين عقباتها ومُنحدراتها، وكان الصغير والكبير، والمُبصر والكفيف، والمُتنقل بمدفوعةٍ أو بهيمة، لا يجدُ أيَّ عائق في طريقه إلى حيثُ يُريد.

تُرى! ما الذي دَهَا القوْمَ فأخذوا يعُدِّدون الدُّرَجَ ويجعلونها حائلاً دون حُرية التنقل والحركة؟!

فصرتَ ترى المُعاق والمرأة المُسِنة والشيخ العجوز، والمُثقلَ والعليل، يقفُ مُحْتاراً كيف يتخطى الدُّرَجَ المُحدَثة التي تُعِيقُه عن مُواصلة المسير.

شعارُ العصر تعميمُ الولوجيات، فحيثما توفَّرَتْ تُشْعِرُ المُعاق بأنه سليمٌ في تنقلاته، وفي سيره نحو تحقيق أغراضه.

فَلِمَ هذا التجذيفُ ضدَّ ما هي مسالكُ مُنْسابة مَوْلُوجة لتحميلها دُرَجاً تقف مَتاريسَ في وجه كل من يَجِدُ في التنقلِ صُعُوبة؟!

لو كان العكس لكانت المطالبة بتعميم الولوجيات وإزالة العوائق.

فما بَالُكَ وفاس مُنذُ التأسيس والإحداث امتازت بخاصيةٍ عَزَّ نظيرُها في غيرها من المدائن

كنتَ تَذْرَعُها في تنقلك بين الأحياء صعوداً وهبوطاً دون أن تلقى أية صعوبة، فإذا بك اليوم تُفاجأ بما يعترض سبيلك، ويتحداك في تلقائية سَيْرك، ويَحُول دون عَفْوية تنقلاتك.

فاللهَ اللهَ في مدينةٍ حاقَها ما حاقها من عواملِ التطاولِ والبِلَى، فلا تسحبوا منها ميزةً صَحِبتها على طول الْمَدَى.

رُدُّوا عليها ولوجياتها المُعمَّمة، وانسيابيتَها التلقائيَّة المُؤكَّدة.