adsense

2021/05/07 - 9:20 م

.بقلم عبدالحي الرايس

دأب الناس على تداول التعليق ب "السهل الممتنع" على كل أسلوب استحسنوه، فإذا جربوا النسج على منواله استصعبوه، فيظل خاصية صاحبه، وسِرَّ تميُّزه.

في المقابل ثمة ظواهرُ وأمور تبدو صعبة إن لم نقل مستحيلة، ما أن ينصرف إليها الاهتمام، وتكون لها التعبئة، حتى ينفرط عِقدُها، وتُسْلِسَ قيادها، فيتأتَّى تداركُها وعلاجُها.

والأمثلة على ذلك عديدة، منها:

ـ الْحُلْمُ بطريق يعبر الجبال، يفك العزلة عن الديار، يصل بين الجنوب والشمال، انصرفت إلى تحقيقه همة الرواد الأوائل، ففتَّتتِ الصخورَ فقط بالسواعد والمعاول، وكانت طريق الوحدة التي شحذت العزائم، بَنَتِ المواطن، وبَشَّرتْ بالمستقبل الواعد.

ـ رَصْدُ ظاهرة التصحُّر تزحف على البلاد، وشجرة الأركان مُهدَّدة بالاندثار والانقراض، ما أن نضج الوعي وكان لها التصدي، حتى اخضرت الربوع وتلاحقت المكاسب تُجْزِي وتُغني.

ـ وهذا وادٍ يعبر المدينة، بالأمس كان يَعِدُ بكل خير وغنيمة، كان يُدير الأرْحية ويروي العرصات، ويتدفق بالمياه العذبة على الدور والسقايات، هو ذا اليوم استحال إلى مصدر أذى وحامل نفايات، تغافل عنه القوم ردحا من الزمان وكأنهم في بَيَات، وها هم قد هبُّوا يُعدِّدون الصيحات، لا يقبلون بما دون العودة بالنهر إلى ما كان عليه من صفاءٍ ورُوَاء.

فهل من تعبئةٍ تُحرِّكُ الآليات لتخليص الضفاف من التراكمات، وتُفعِّلُ مؤاخذة المنشآت لحملها على كف أذى عوادمها عن انسياب المياه، وتستنهض همم الشباب لينتشر على ضفاف الوادي مُنقِّياً، ومُشجِّراً، ومُبشِّراً بصحوة مباركة، تُعيدُ لوادي الجواهر صفاءه وعهده الغابر؟ فتخْضرُّ على ضفافه المرابع، وتطيب بأجوائه النسائم، ويَحْلُو التنزُّهُ على عُدْوَتيْه للمُقيم والعابِر.

صعوبة ينبغي لها أن تُذَلَّل، وأملٌ يُرْجَى له أن يتحقق.