بقلم أيوب غمس
استيقظت باكرا وهي تعلم أن يوم الجمعة يوم
مميز للجميع،وطلبت من أمها أن تلبسها البياض استجابة لتوجيهات رسولنا الكريم الذي أمرنا
بالأبيض لأنه لون شريف ومقدس،عملت الأم بكلام ابنتها وألبستها لباسا يليق بهذا اليوم
العظيم ويليق بهذه الأميرة الصغيرة.
بعد هنيهة بدأت الطفلة تساءل نفسها: كيف
أقنع أمي أن تعد من شعري ضفيرتين متلازمتين ؟ ولكن إن سألتني لماذا ؟ ماذا سأقول لها
؟ سأغير لها الموضوع طبعا!
لحسن حظها فالأم لم تسألها ،وبدأت تعد لها
الضفيرتين بكل دقة وتارة تطلب الصبية من أمها أن تحكم الضفيرة لكي تكون متميزة....
وأخيرا اكتمل المشهد ،الصغيرة تبدو كعروس
الدنيا أو كحورية بحر هربت من أعماق المحيطات، ملامح وجهها ووقفتها توحيان بأنها تخفي
شيئا ما في داخلها ،ولكن لا أحد يعرف!
أمي من فضلك خذي لي صورة وأرسليها إليه
فهو يحب الضفيرتين وسيشعر بالسعادة حينما يراها ،فربما هذه الأجواء المكهربة التي يسودها
الهلع والخوف قد أحزنت روحه الطيبة.
وصلت إليه الصورة ،فتح هاتفه وسرعان ما
رأى الضفيرتين سر قلبه وانشرح صدره ،وتذكر أول يوم رآها فيه وهي صغيرة وشعرها يضم ضفيرتين
رائعتين...ذلك اليوم الذي سجله في ذاكرته بماء من ذهب....
هي الآن تفكر فيه وهو يفكر فيها، كيف لا
يفكران في بعضهما البعض وهما ينظران كل مساء إلى نجمة في السماء أطلقا عليها إسم
"عائشة"لأن هذه الأخيرة تشبه تلك النجمة إن لم نقل نسخة طبقا للأصل.
اسرقوا السعادة وسط هذا الجو ولو بمبادرة
بسيطة ،لكن أكيد أن وقعها سيكون كبيرا.