adsense

2020/04/11 - 7:46 م

بقلم عبد الحي الرايس
هي كفاءاتٌ مُهاجِرة أو مُهجَّرة، مُغترِبَة أو مُغرَّبة، ولكنَّ نَجْدة الوطن تُلْزِمُ بقدُومٍ واسْتقدام، بِرُجُوعٍ واسْترجاع، فمَنْ غيرُ أبناء الوطن يَهُبُّون لإغاثته ، وتحقيق ازدهاره، وتكريم الإنسان فيه؟ !
وَبَاءُ العصر اجْتاح المعمور، اخترق الحدود، عزل البلدان عن بعضها، عصف بالأرواح، دمَّر الاقتصاد، وأيقظ في الناس حبَّ الأوطان، وروحَ التكافل والإنجاد، ولم يَجِدْ كل بلد غير كفاءاته، تسهر على إنقاذه، كُلٌّ في مجاله.
ومع اشتداد الأزمة تنْجلي الصحوة، فكم كان الرهانُ على الاستثمار في كل شيْءٍ عَدَا الإنسان، الآن وقد حَصْحَصَ الحق، وصار الكل يبحث عن دواءٍ ولَقَاح، وجهازٍ يَرُدُّ الأنْفاس، ومِجَسٍّ يُسَرِّعُ تشخيص الداء، وأعْدادٍ وافرة من الممرضين والأطباء، وعن كفاءاتٍ في أكثر من مجال، أيْقن الجميعُ أن أثمنَ استثمار لا يكون إلا في الإنسان، وصار كل بلدٍ يُقلِّبُ كَفَّيْهِ على ما أضاع من فُرَصِ إعداد الكفاءات، واحتضانها، وإغرائها بالبقاء والاستقرار، ومَنْحِهَا فُرَصَ البحث والإنتاج والابتكار.
وستنْجلي الْغُمَّة، وتنْزاحُ الأزمة، فهل تُسْتخلَصُ الْعِبْرة؟ ويُرَدُّ الاعتبارُ إلى الإنسانِ عِمَادِ الأمَّة، فتُعْطَاهُ الفرصة لتحقيق الذات، والإسهام في رفع مستوى الإنتاج، وهل يكون تشجيع الأدمغة المهاجرة على العودة والأوْبَة، لِيُدْلِيَ كُلٌّ بِدَلْوه في تطوير البلاد، والدفع بعجلة النماء؟
(في عمق أزمة جائحة كورونا زار الرئيس الفرنسي مختبر أبحاث طبية، ففوجئ بأن أغلب العاملين به شباب دون سن الثلاثين، وسألهم عن موطنهم، فكان أغلبهم أفارقة، وتحدث الطبيب الفرنسي رئيس فريق البحث فقال: أغلب الطلبة الباحثين سود وعرب، يضطرون إلى الهجرة، ويجدون مستقبلهم في البحث العلمي، فإن غابوا تعطل  البحث العلمي في فرنسا).
ونخلص إلى القول: إن بمُكنة بلادنا  تداركَ ما فات، إذا تم دَعْمُ الطموحات، والْحَدُّ من الأطماع، وتعهُّدُ القابليات، ومُكافأة الفرص، ورعاية التميز، وقبل هذا وذاك، مراجعة الاختيارات، وإعادة النظر في ترتيب الأوْلويَّات.