adsense

2020/03/02 - 12:26 م



بقلم عبد الحي الرايس

في بعض البلاد يتسالمون  بِحَكِّ الأنُوف، وفي العديد منها يتبادلون التحية بِقُبَلٍ على الجبين تأكيداً للمَودَّة والاحترام .
في أمْسِنا ذاعتِ الأنفلوانزا، وفي حاضرنا طغت الكورونا، وليس يُدْرَى ما الذي سيأتي به غَدُنَا من أوْبئةٍ وأدْواء.
وعادةً ما يَنْشغل الناسُ بالبحث عن الكمامات،  ويتواصَوْنَ باستعمالها اتقاءً للعدْوى من الرذاذ .
وخيرٌ من ذلك إحْلالُ السلام عن بُعْدٍ ـ عند اللقاء ـ محلَّ تقليدِ الضمِّ والعناق.
قد تبْدُو الدعوةُ غريبةً لأنها تُراجِعُ تقليداً تأصَّل بين الأصدقاءِ والْخِلاَّن، وحتى بين ذوي المصالح عند اللقاء.
ولكنَّ كثيراً من العاداتِ التي تأصَّلتْ وتمكنتْ، إن تمَّتْ مراجعتُها بإرادةٍ جماعية، أسفرتْ عن نتائجَ إيجابية.
ما يحْدثُ عادةً أن المرْءَ إذا أُصيب بنزلة برْدٍ امتنع عن السلام على النحو المعتاد، إشفاقاً على الآخرين من نقل العدوى، فلِمَ لا يَدْأبُ الجميعُ على التحيةِ بإفشاء السلام ، وإيماءةٍ عند اللقاء؟ !
المجتمعُ الإنساني يَمُرُّ بتحولاتٍ عميقةٍ ودقيقة، تطبعُها التغيراتُ الْمُناخيَّة التي لم تَعُدْ طارئةً ولا عابرة، ومعها هذه الأوبئةُ التي لم يَعُدْ يختفي الواحدُ منها حتى يظهر الآخر، ربما بِعُنْفٍ أكبر، وانتشارٍ أكثر.
وثمَّة وَسَائلُ شتَّى لِلْحِيطةِ والوقاية، وتقويةِ الحصانة والمناعة، فَلْتتصدَّرْها مُراجعةُ طريقةِ السلامِ والتحية.