adsense

2019/06/15 - 11:56 م


بقلم الكاتبه و الباحثه في الفلسفه.. ابتهال عبدالوهاب 
يقول نيتشه.. إن الحقيقة لن تبقى حقيقة اذا تجردت من الشر  ويتسائل الرائع محمود درويش.. هل كان مقياس الحقيقة دائما سيفا لأخفي فكرتي مذ طار سيفي.. وأقول انا لايمكنك ان تعرف قيمة النور اذا لم تتحسس الظلام …  فهل الشر هو الوجه الأخر للحقيقة التي وجهها الاول الخير  ؟ …  عندما نكون رومانسين او مثالين او حالمين  نسعى لحياة كلها خير وسعادة ولذة واستمتاع غافلين عن جانب مهم او وجه أخر للحياة علينا مواجهته اولا قبل الولوج الى وجهها المشرق وهو الشر بكل مايحمل من صفات لكي نكون اكثر واقعية بالتعامل مع الحياة ومع حقيقة الاشياء ولكي لا نصطدم ونحن في أوج رؤانا الحالمة بعقبة تسبب لنا أنتكاسة قد تقتلنا معنويا او تعطل مسيرتنا نحو الخير وتعيدنا الى نقطة الصفر …  لذلك لكي نعي الحياة ونعيشها بتوازن ولانعطيها فرصة لاخراجنا منها منكسرين ومهزومين علينا أن ندرك ان الشر يتربص بنا عندما نسير بطريق الخير ولن يتركنا نسير بسهولة وسيضع امامنا العقبات دائما وعدم ادراكنا له لايعني عدم وجوده …  ولن نستطيع التغلب عليه وازاحته وهزمه الا بتحقيق رؤية واضحة وشاملة وصادقة  للأشياء من خلال  تحرير العقل من اي شكل من اشكال الاستبداد وتنمية الوعي ومواجهة النفس بكل ماتحمل من أخطاء وانحرافات مواجهة صريحة وجريئة وتقويمها وتنقية الروح من كل مستويات الأنا الزائفة لتكون علاقتها مع الاخر علاقة انسانية بعيدة عن التعصب والعنصرية والنأي بالنفس عن كل اشكال التسلط والعنجهية الفارغة القائمة على قاعدة ( انا ومن بعدي الطوفان ) وترسيخ قاعدة.. ان راي صواب يحتمل الخطأ ورأي الأخر خطأ يحتمل الصواب  والارتقاء بالذوق من خلال الادراك الواعي لقيم الجمال والخير في الحياة وترسيخها بالتسامح وأحترام الاخر وثقافة الحوار وقبول الاختلاف وأشاعة الحب  كقيمة عليا في الحياة  … وتأكد أنك لن تستطيع أن تتحسس قيم الجمال أن لم تواجه قيم القبح وتهزمها