adsense

2015/11/30 - 9:53 م


بقلم الاستاذ حميد طولست
الموت الحقيقة الوحيدة التي لا تنتظر ، ولا تستأذن ، ولا يفرق بين طفل وشاب أو كهل ، والتي الكل ذائق من كأسها مهما طال الزمان أم قصر ، وتأتي من حان أجله دون مماطلة أو تسويف في أي مكان وفي أي لحظة ، بعد سنين أو أيام أو دقائق ، كما حدث صباح هذا اليوم "الإثنين 30 11 2015 مع الكاتبة والباحثة المغربية الفاسية فاطمة المرنيسي، التي باغتتها المنية في ألمانيا ، عن عمر يناهز 75 عاما ، كانت كافية لحفر بصماتها خلالها ، وترسخ تأثيرها بالغ في الحياة العلمية والثقافية في لمغرب والوطن العربي، وعلى المستوى الإنساني، بدراسات وبحوث وإصدارات اهتمت بوضعية المرأة في علاقتها بالثقافة والسياسة والاقتصاد ، تطرقت خلالها إلى مسائل كانت تعتبر من المحظورات، كالجنسانية ومكانة المرأة في التراث وغيرها من المسائل المسكوت عنها ، ومن أشهر ما خلفته المشمولة برحمة الله تعالى، من كتب أغنت المكتبة الوطنية والعالمية، وشكلت مرجعا أساسيا ونصيرا للحركة النسائية المغربية والعربية : "الحريم السياسي"، و"الجنس كهندسة اجتماعية"، و"هل أنتم محصنون ضد الحريم؟"، و"الجنس والأيديولوجيا والإسلام"، و"ما وراء الحجاب"، و"شهرزاد ترحل إلى الغرب"، و"نساء على أجنحة الحلم" ، وغيرها من عناوين كتب العالمة السوسيولوجية المغربية. لذلك فإن رحيل الفقيدة ، لا يعد خسارة لأسرتها الصغيرة الموقرة فحسب، بل إنها خسارة للمغاربة عامة ، وجموع النساء خاصة ،اللواتي فقدن فيها مناضلة منحازة لهن ، ومنافحا عن قضاياها ، واهبة حياتها لتوجيه سهام النقد إلى وضعيتهن  في العالم العربي الإسلامي، مركزة من خلال كتاباتها على العوامل الاجتماعية والثقافية، التي ساهمت في وصول المرأة العربية إلى هذا الوضع المتردي..
وبمناسبة هذا الرزء الفادح، نسأله تعالى أن يجزي الفقيدة الكبيرة الجزاء الأوفى ، على ما أسدت لوطنها من خدمات جليلة، وأن يتغمدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جنانه، ويحشرها في زمرة النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".