adsense

2015/11/17 - 7:48 م


بقلم الاستاذ حميد طولست
لم نتوصل بخبر العمليات الإرهابية الإجرامية التي تعرضت لها -مرة أخرى -العاصمة الفرنسية باريس وعدد من مناطقها ليلة 13 نونبر 2015 ، وراح ضحيتها مائة وثلاثين شخص أعزل وأزيد من مائتي جريح من المواطنين الأبرياء ، إلا حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء يوم الجمعة ، عندما تلقينا هاتفا من ابنتنا الصغرى حفظها الله ، تخبرنا ، من بلاد الكنانة ، تخبرنا بما وقع في فرنسا من بشاعة الفعل الهمجي الجبان الخارج عن المنطق الإنساني ، والعمل الإجرامي الشنيع التي لا يمكن أن يقبلها أي دين أو إيديولوجيا ، والتي جعلت الأحاسيس تختلط علينا ، وتتشابك مشاعر الحزن والألم واليأس والغضب ، وتتيه أنفسنا عن أنفسنا ، وتتوه عن كل من حولها ، حتى أننا لم نعرف ماذا نفعله بعد الخبر الفاجعة الذي حدث بباريس حيث يقطن ابني .
ما أصعبه من إحساس ، وما أغربه من شعور، عجزت معه ألستنا عن النطق ، وحرنت كلماتنا عن التعبير عما يتلظى بين ثنايا قلوبنا من أحاسيس الحيرة القاسية ، وما يجول بخواطرنا من مشاعر الضياع المؤلم ، الذي أنسانا أنفسنا وسبب وجودنا، وحمدنا الله الذي أنهى حيرتنا ، بتمكيننا من الاتصال بابننا بفرنسا ، وشكرناه سبحانه تعالى على ما انعم به علينا من سلامته ، وتغلبنا بذلك على مارد اليأس وحلنا ضد سيطرته علينا ، وبالمناسبة نشكر كل من اتصل بنا للسؤال عن حاله وأحواله وللمواساة .
ولا يسعني إلا أن أعبر عن استنكار الشديد والإدانة المطلقة لهذه الأحداث الإرهابية التي لا تمس بصلة للقيم الإنسانية والدينية ، وأتقدم بأحر عبارات التعازي والتضامن لعائلات الضحايا، مساندتهم الكلية في مصابهم الجلل، وإنني لأتضرع للعلي القدير أن يقسم ظهر كل المتآمرين من قريب أو بعيد على السلام وأمن الإنسانية ، وكل المساهمين في تشويه صورة الإسلام الوضاءة ، وتمريغ سمعته في الوحل ، بما يقترفونه من فضائع باسمه ، وأن ينتقم منهم في الدنيا قبل الآخرة ، ويجعلهم الله عبرة للعالمين.