adsense

2015/09/09 - 10:19 م












بوخني عبد الحكيم


  • كان خطأ لا يغتفر من أمناء حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي شباط ولشكر في عدم تقدير غول اسمه حزب العدالة والتنمية فتم بلعهما في أول مواجهة .
  • فكان من الأجدى أن يقدروا هذه التجربة أو السياسة التي ينهجها هذا الحزب . أو على أقل تقدير أن يسألوا هل هناك تجارب في العالم سابقة مثل هذه التجربة .
  • فقد تقمس حزب العدالة والتمية بالمغرب الطريقة الفعالة التي اعتمدتها البرازيل الداعمة للفقراء في عهد لولا دا سيلفا الذي انتخب سنة 2002.ثم انتخب سنة 2006 بعد أن فاز بستين بالمئة من الأصوات .تسلم الرئاسة في يناير 2003 للمرة الأولى.وظل بها الى غاية 2011.اختيركشخصية عام 2009 من قبل صحيفة لوموند الفرنسية.وصنف بعد ذالك في السنة التالية حسب مجلة تايم الامريكية كالزعيم الأكثر تأثيرا في العالم.

  •  تسلم لولا دي سلفيا دولة مثقلة بديون خارجية، أكثر من 260 مليار دولار في عام 2002، بخلاف الديون الداخلية، وعلى الرغم من سياسات التقشف، وعلى الرغم من إجراءات صندوق النقد الدولي، استطاع الاقتصاد البرازيلي أن ينمو بمعدل 5% ابتداء من 2004 إلى أن وصل إلى 6% عام 2010. ولكن، مع نمو الاقتصاد، من الطبيعي أن يرافقه انخفاض في الدخل وزيادة نسبة الفقر وزيادة الفجوة بين الطبقات، وهو ما جعل لولا دي سيلفا يبدأ فوراً في برامج مكثفة ومتتالية للتنمية ومحاربة الفقر، بالإضافة إلى برامج مكافحة الفساد وبرامج الشفافية والحكم الرشيد والمشاركة الشعبية. وأسهم في تشجيع الصناعة البرازيلية وزيادة الصادرات وتقليل عجز الموازنة وسداد الديون الخارجية، بالإضافة إلى السوق المشتركة لدول أميركا الجنوبية، والتي قللت من اعتماد تلك الدول على صندوق النقد.
  • داخلياً، كانت له عدة إجراءات مهمة، مثل قانون ضبط الأجور على أساس نسبتي التنمية والتضخم معاً، مما يعني ارتفاع الأجور أكثر من سرعة ارتفاع الأسعار. وكذلك سياسات توسيع السوق الداخلية، وتوجيه الميزانية نحو إيجاد فرص عمل، وإعادة توزيع الثروة وتنمية المرافق العمومية وإصلاحها. واستطاعت البرازيل، في عهد لولا دي سيلفا، أن تقلص خدمة الدين، وتزيد النفقات العامة والبرامج الاجتماعية، وأصبحت الطبقات الأكثر فقراً هي الأكثر استفادة من دون تهديد القطاع الاستثماري وأصحاب الثروات، فكانت الضرائب التصاعدية والإجراءات الاجتماعية تساعد الفقراء، وتقلل الفجوة الطبقية، وفي الوقت نفسه، مع ضرر أقل لأصحاب رؤوس الأموال.
  • ولكن، في الفترة الأخيرة، لا تستطيع رئيسة البرازيل الحالية، دلما روسيف، أن تحقق ما فعله لولا دي سيلفا، فقد تبنّت إجراءات معاكسة أدت إلى تناقص التصنيع وسياسات أخرى تؤدي إلى تقليل دور الدولة وإلغاء البرامج الاجتماعية وبرامج مكافحة الفقر، مما أدى إلى زيادة الاحتجاجات ضدها في الأسابيع الأخيرة من قوى اليمين واليسار معاً، بعد الفقدان التدريجي لمكتسبات الرئيس السابق، لولا دي سيلفا، بسبب سياسات النيوليبرالية، التي تتبعها ديلما روسيف، الرئيسة الحالية للبرازيل.

  • وبنفس التجربة اعتمدتها تركيا برئاسة أردوغان الأمين السابق لحزب العدالة والتمية التركي حققت تركيا خلال عشر سنوات في عهد أردوغان، المنتخب ديمقراطياً لثلاث فترات متتالية، إنجازات اقتصادية عظيمة لم يُسبق لها مثيل. اعترفت بهذه الإنجازات دول الاتحاد الأوروبي (EU) والولايات المتحدة والمنظمات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، كما تحتل تركيا الدولة السابعة عشرة ضمن مجموعة العشرين (G 20)، بينما تحتل المملكة المرتبة الثامنة عشرة ضمن المجموعة الدولية، مما يضع تركيا في مراتب الدول الكبرى بجانب السعودية من حيث القوة الاقتصادية.
  • لقد ارتفع دخل الفرد التركي بنسبة 350% من 3000 دولار إلى 11000 دولار خلال فترة حكم أردوغان التي قاربت عشر سنوات، أي بمعدل 35% سنوياً، وذلك بفضل السياسات الاقتصادية الحكيمة التي تقوم على تعزيز الإنتاج الصناعي الوطني والانفتاح الاقتصادي ومكافحة الفساد والنهضة التعليمية، وتشجيع الابتكار والتحوُّل نحو اقتصاد المعرفة. وفي عهد أردوغان حقق الاقتصاد التركي نسبة نمو زادت على 6% سنوياً، في الوقت الذي شهد معظم دول العالم المتقدم تراجع نسب النمو الاقتصادي فيها لتتراوح بين الصفر و2%، كما هي الحال في دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
  • المستفيد الأكبر من النهضة الاقتصادية في عهد أردوغان هي الطبقات الفقيرة والمتوسطة، حيث ارتفع مستوى معيشتها ليفوق مثيلاتها في الدول الأوروبية، مما دفع الشعب التركي إلى المطالبة بالتخلي عن فكرة الانضمام للاتحاد الأوروبي الذي تعاني معظم دوله من ارتفاع المديونية والبطالة والركود الاقتصادي ومحاولات الإنقاذ المالي المتعثرة
  •  ”..الخلاصة من هذا التقرير وهو أن حزب العدالة والتنمية بالمغرب ما هو سوى نسخة طبق الأصل عن سابقاتها  في البرازيل وتركيا وكان يجب تقدير الحجم الحقيقي الذي وصل اليه حزب العدالة والتنمية بالمغرب بقيادة عبد الالاه بنكيران الذي له نفس الوسيلة بالإقناع كما للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا والرئيس التركي طيب اردوغان .وخلاصة القول ما دام قطار سيلفا وأردوغان يسر على السكة الى حد الآن فلن يتم إيقاف قطار العدالة والتنمية بالمغرب وسوف يتم دهس كل من يقف في طريقه بكل بساطة