adsense

2023/12/25 - 2:26 م

اعتبرت تمثيلية البوليساريو فيما يوصف بـ"سفارة" جبهة "البوليساريو" الانفصالية في الجزائر، عبر وسائل إعلام جزائرية، انخراط بوركينافاسو ومالي والنيجر وتشاد، رسميا، في مبادرة الملك محمد السادس الدولية، لضمان وصول دول منطقة الساحل إلى المحيط الأطلسي من خلال البنى التحتية المغربية، وفي مقدمتها ميناء الداخلة الجديد، استفزازا لها، ملوحة بورقة "الحرب" في وجه الدول المعنية.

وحسب موقع "الصحيفة" فإن ذلك جاء كأول رد فعل على انخراط هذه الدول في المبادرة الملكية التي اعتبرها تمثيلية جبهة البوليساريو الإرهابية في الجزائر، محاولة استفزازية جديدة، ومحاولة لإغراء دول الساحل بمبادرات وهمية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع"، موردة أن "منطقة الأطلسي منطقة تشهد حربا"، وأنه لا يمكن استغلالها إلى بانفصال المنطقة عن المغرب.

واعتبرت الجبهة على لسان ممثلها الإعلامي في الجزائر العاصمة، محمد الأمين، أن "ما يقوم به المغرب في الساحل هو نوع من المناورات لإيهام بعض الدول الإفريقية، وخلق المزيد من عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة"، زاعما أن الرباط تستهدف من خلالها "التأثير على نجاحات المقاربة الجزائرية في الساحل".

وأضافت "الصحيفة"، يأتي ذلك كرد فعل بعد أول اجتماع تنسيقي على مستوى وزراء الخارجية، لتنزيل المبادرة التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس، يوم 6 نونبر 2023، بمناسبة الذكرى الـ 48 للمسيرة الخضراء، حيث أكد في خطابه على أن "المشاكل والصعوبات، التي تواجه دول منطقة الساحل الشقيقة، لن يتم حلها بالأبعاد الأمنية والعسكرية فقط؛ بل باعتماد مقاربة تقوم على التعاون والتنمية المشتركة".

ومن أجل تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، قال العاهل المغربي "نقترح إطلاق مبادرة على المستوى الدولي، تهدف إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي"، وأضاف "المغرب مستعد لوضع بنياته التحتية، والطرقية والمينائية والسكك الحديدية، رهن إشارة تلك الدول دعما لهذه المبادرة".

وجاء الاجتماع الذي احتضنته مدينة مراكش، أول أمس السبت، بمبادرة من وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بمشاركة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمالي، عبدو اللاي ديوب، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون والنيجيريين بالخارج، باكاري ياو سانغاري، ووزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الإقليمي والبوركينابيين بالخارج، كاراموكو جان ماري تراوري، وكذا المدير العام لإفريقيا والاندماج الإفريقي بوزارة الشؤون الخارجية والتشاديين بالخارج والتعاون الدولي، أبكار كورما.

وأعرب الوزراء المشاركون عن انخراطهم في المبادرة، وذلك في البيان الختامي الذي تلا الاجتماع، مشددين على "الأهمية الاستراتيجية لهذه المبادرة، التي تندرج في إطار تدابير التضامن الفاعل للملك محمد السادس مع البلدان الإفريقية الشقيقة عموما، ومنطقة الساحل على وجه الخصوص، والتي تتيح فرصا كبيرة للتحول الاقتصادي للمنطقة برمتها، بما ستسهم فيه من تسريع للتواصل الإقليمي وللتدفقات التجارية ومن ازدهار مشترك في منطقة الساحل".

ورحب المشاركون في هذا الإطار، بـ"المقاربة الشاملة والتشاركية من أجل بلورة هذه المبادرة"، مؤكدين على طموحهم المشترك "لتعزيز علاقات التعاون من خلال شراكات متعددة القطاعات وهيكلية ومبتكرة، تعكس قيم التعاون جنوب - جنوب والتنمية المشتركة"، واتفقوا على إنشاء فريق عمل وطني في كل بلد من أجل إعداد واقتراح أنماط تنفيذ هذه المبادرة، كما اتفقوا على العمل، في أقرب الآجال، على وضع اللمسات الأخيرة على المقترحات التي ستعرض على الملك محمد السادس، ورؤساء دول بوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد.